ثورة السجيل في امريكا

ملاحظات على "ثورة الطاقة" / 2014

مركز البحوث والدراسات العراقية (مبدع)

1- الكثير من الخبراء يزعمون ان ما حصل في امريكا وجعلها اكبر منتج ومصدر للغاز, وأكبر منتج للنفط في العالم, هو ظاهرة امريكية يصعب تكرارها في مناطق أخرى من العالم لعوامل يتميز بها الاقتصاد الامريكي. وهذا الاستنتاج غير منطقي رغم الميزات التي ساعدت في جعل الولايات المتحدة تقود ثورة غاز السجيل والنفط الصخري. فالاحتياطات المعروفة والقابلة للاستخراج بالتقنيات المعروفة حالياً للتكسير الهيدروليكي والحفر الافقي, والحفر الثلاثي الابعاد منتشرة في العالم على نطاق واسع(انظر الجدول ادناه). والتكنولوجيا في اقتصاد العولمة وعولمة الشركات متعددة الجنسية تضمن سرعة انتقال المعرفة والتكنولوجيا التي لا يمكن احتكارها. ستكون هناك فوارق زمنية بسبب اختلاف القوانين والبيئة الاستثمارية في كل بلد. ونجد اليوم حفر واستثمارات في الصخور السجيلية في بولندا, والصين, وبريطانيا, وحتى السعودية. وهناك بدايات لعقد صفقات ومنح امتيازات في قرابة(40) دولة حول العالم للبحث في كميات تجارية من الغاز والنفط في الصخور التي لم تكن تعتبر مكامن نفطية في السابق.

2- يدعي الكثير من الباحثين ان غياب اعتماد الولايات المتحدة على منابع النفط لن يغير من اهتمامها بالشرق الاوسط وشمال افريقيا وغربها, وحوض قزوين. وهذا استنتاج لا ينبع من فهم عناصر الارتكاز للسياسة الخارجية الامريكية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. لقد كانت حماية منابع النفط من اهم مقومات السياسة الخارجية بعد احتواء الشيوعية والاتحاد السوفيتي. ومنذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1989, بقيت حماية منابع النفط على راس اهتمامات السياسة الخارجية الامريكية باعتبارها مصلحة وطنية عليا, بالاضافة الى مسايرة اللوبي اليهودي (IPAC), والعوامل الداخلية.

ولذا فان غياب الاهتمام بمنابع النفط سيعني خروج هذه المناطق من دائرة التدخل الامريكي الذي كان وراء التواجد الامريكي على الارض منذ انقلاب مصدق وحرب السويس واحتلال افغانستان واحتلال العراق.

3- يرى البعض أن عمر (الثورة ) الهيدروكربونية سيكون قصيراً بسبب طبيعة الصخور الحاملة للهيدروكربونات السائلة والغازية لصعوبة انتقال السوائل والغازات داخل الصخور اللامسامية الى الشقوق المستحدثة بالتكسير الهيدروليكي ومنها الى فوهة البئر.والحقيقة هي ان انخفاض الانتاج من الابار المحفورة بهذه الطريقة هو اسرع بكثير من الانخفاض الطبيعي في المكامن النفطية التقليدية. ولكن تقنيات التكسير الهيدروليكي (المتكرر) وتحريك الاتجاهات الثلاثية الابعاد في البئر الواحد يجعل عمر الابار اطول وكلفة التقنيات المتجددة بانخفاض مستمر. وهذا يدعونا الى الاعتقاد بان عمر الانتاج من هذه الضخور سيكون اطول وكلفة الانتاج ستميل الى الانخفاض,لا الزيادة, كما يعتقد بعض الخبراء اليوم.

ملاحظات الدكتور علي مرزا

من المناسب مناقشة موضوع ثورة الطاقة المتنامية في الولايات المتحدة، من الناحية الاقتصادية، في تأثيرها على الأوبك والعراق كما يلي:

(1) التأثير المتوقع على أسعار الغاز والنفط في العالم وإمكانية تدهور آلية تسعير الغاز بالارتباط بالنفط والمنتجات النفطية (من خلال العقود) لمصلحة آلية تسعير فوري أو آليات مختلطة، خاصة في الأسواق الآسيوية.

(2) التأثير على قابلية أوبك في التأثير في سوق النفط ومن ثم مستقبل نظام الحصص الإنتاجية للأعضاء.

(3) مستقبل أسواق النفط العراقي، وبالذات الآسيوية، خاصة التوجه المحتمل لمصادر كانت بعيدة عن هذه الأسواق. على سبيل المثال، توجه جزء أو كل النفط الكندي نحو آسيا الذي يخدم الآن حصرياً السوق الأمريكية.

(4) مستقبل تصدير النفط الخام العراقي وتأثر عوائده والتبعات السياسية والاجتماعية لذلك في العراق.

(5) أثر احتمال اكتفاء الولايات المتحدة من ناحية الطاقة مستقبلاً (وتصديرها للغاز وربما النفط أيضاً) على دورها في المنطقة