السينما العراقية

تاريخ السينما في العراق

في عام 1959 أنشأت اول مؤسسة حكومية للسينما هي مصلحة السينما والمسرح لكنها لم تباشر الانتاج إلا في النصف الثاني من الستينات ولحين ظهور افلام المؤسسة أستمرت تاريخ السينما العراقية وتيرة الانتاج السينمائي الخاص، علماً ان المصلحة قد اشترت المعدات والاجهزة الخاصة التي كانت لدائرة الاستعلامات الاميركية في بغداد والتي كانت تقوم بانتاج الافلام الاخبارية القصيرة قبل قيام ثورة 14 تموز 1958 .وكانت الافلام التي قدمتها مصلحة السينما والمسرح أفلام وثائقية ذات صلة بأحداث الثورة في تلك الفترة وأستمر الحال الى عام 1966.

وخلال الفترة التي سبقت عام 1966, قدم القطاع الخاص من شركات وافراد عدة افلام لا تخرج طبيعتها عن الافلام المقلدة للافلام المصرية بأستثناء فيلم (قطار الساعة 7 ) المعروض في عام 1961 لمخرجه حكمت لبيب أواديس الذي يعتبر واحداً من المخرجين المتميزين حيث قدم هذا المخرج أفلاماً ذات قيمة فنية فضلاً عن فيلم قطار الساعة 7 , كفيلم( اوراق الخريف) 1963 بالاضافة الى فيلم عراقي لبناني مشترك ثم غادر الى اميركا حيث يعمل هناك، وقصة فيلم قطار الساعة 7 تتحدث عن عامل قطارات عليه ان يعود الى عمله بعد ساعة لتحويل مسار القطار قبل حدوث كارثة، وخلال هذه الساعة تحدث له مفارقات كثيرة.

وقبل هذا الفيلم عرض فيلم (حوبة المظلوم ) أو (القرار الاخير) من اخراج صفاء محمد علي وانتاج ابراهيم الشيخلي وتمثيل جمعة الشبلي وسلمى عبد الاحد وعرض الفيلم في عام 1961 وفيلم (أنا العراق) للمخرج محمد منير آل ياسين من انتاج شركة افلام الشرق السينمائية تمثيل سعدي يونس وانتصار سامي وعرض الفيلم عام 1961 وفيلم من (اجل الوطن) لمخرجه فوزي الجنابي وانتاج محمود شكري وبطولته مع سعاد هيثم وفيلم (سلطانة) للمخرج صفاء محمد علي وانتاج علي السراجي وتمثيل علي الاغواتي ولواحظ وفيلم (قطار الساعة 7 )لحكمت لبيب الذي عرض في عام 1962 وفيلم (مشروع زواج) للمخرج كاميران حسني وانتاج شركة سمير اميس وبطولة فخري الزبيدي وألهام حسين والذي عرض عام 1962 ، وفيلم( انعيمة) لمخرجه عبد الجبار ولي وأنتاج شركة سومر وتمثيل سلمان الجوهر وخولة عبد الرحمن والذي عرض عام 1962 ، وفيلم ( ابو هيلة) لمخرجه محمد شكري وانتاج شركة سومر وتمثيل يوسف العاني وزينب وعرض عام 1962 ,وفيلم (فجر الحرية) الذي اخرجه محمد منير عبد الحكيم وانتجته شركة افلام الزبيدي ومثله عارف الزبيدي وعائدة احمد والذي عرض عام 1962، وعرض أول فيلم عراقي ملون وهو فيلم (نبوخذ نصر) لمخرجه كامل العزاوي من انتاج شركة شهرزاد وتمثيل سامي عبد الحميد ونجلاء سامي حيث بدأ الانتاج لهذا الفيلم عام 1957 وبلغت تكاليفه أكثر من اربعين ألف ديناروتم انجازه عام 1961 ولم يسترد تكاليف الانتاج عند عرضه وتوزيعه سنة 1962، وانتج فيلم (اسعد الايام) في 1963 وهو من اخراج برهان الدين جاسم ومن أنتاج أفلام الزبيدي ومثله عارف الزبيدي ومديحة وجدي، وعرض فيلم (يد القدر) عام 1963 وهو من اخراج كامل العبلي ومن انتاج أفلام العربي وبطولة عدنان الامام وسلمى عبد الاحد وعرض فيلم (العودة للريف) عام 1963 واخرجه فالح الزيدي وهو من انتاجه أيضاً وبطولة رفعت ابراهيم وسليمة خضير وعرض فيلم (بصرة ساعة 11 )الذي اخرجه وليم سايمون أنتاج افلام الجمهورية، وبطولة حسين الزبيدي وأحلام وهبي وعرض الفيلم عام 1963.. وفي العام نفسه عرض فيلم (أوراق الخريف) لمخرجه حكمت لبيب، أنتاج ستوديو هاماز تمثيل سليم البصري ومورين، وبعد هذا الفيلم من الافلام التي لاقت نجاحاً جماهيرياً مرموقاً في مسيرة السينما العراقية كونه يحمل موضوعاً أجتماعياً بأخراج متقن وهذا هو الفيلم الثاني لمخرجه بعد فيلم (قطار الساعة 7 ) وقصة الفيلم مأخوذة عن مسرحية بعنوان ( حكم القدر) للكاتب الارمني أواديس هاردينال، اشترك في كتابة القصة السينمائية والحوار الكاتب العراقي أدمون صبري وصوره ماجد كامل، وكانت اجواء الفيلم قريبة من اجواء الافلام المصرية خصو صاً أفلام المخرج حسن الامام حيث تلعب الصدفة والقدر دوراً في تحديد مصائر أبطال الفيلم، وقصة الفيلم تتحدث عن فؤاد ( سليم البصري) الذي يعمل تاجراً ناجحاً ويعيش حياة عائلية سعيدة مع زوجته إلا ان الشكوك تراوده بسبب صديقه الذي يحاول إغواء زوجته فيطلقها ويذهب للعمل في مدينة البصرة لكنه يفشل في عمله نتيجة لأدمانه الكحول لذا يترك البصرة قاصداً الهند للعمل هناك وتمر الزوجة بظروف قاهرة وتحاول قتل صديق زوجها ويعيش الابن حياة قاسية، بينما امه في السجن وعندما تغادر السجن لتعمل في اكثر من عمل من اجل لقمة العيش في المقابل يعود زوجها من الهند لتقوده الصدفة الى ملاقاة ابنه ومن ثم ملاقاة زوجته ليتعرف على الحقيقة ولكن بعد فوات الاوان حيث تموت الزوجة بين يديه نتيجة مرض الم بها بسبب السجن والظروف الصعبة.

القطاع السينمائي الخاص وظواهر اخرى

استثمر القطاع الخاص للانتاج السينمائي ضعف القطاع العام في الخمسينيات فنشط عبر محاولات فردية او تجمعات فنية في ساحة الانتاج السينمائي الروائي وكان ان قدم هذا القطاع المنافس عددا من الافلام التي حاولت مجاراة الوعي السياسي بضعف بالغ مثل الافلام : ( ارادة الشعب ) و ( انا العراق ) و (من اجل الوطن ) والتي واجه منتجيها ردود فعل المشاهدين المعاكسة كما قدم هذا القطاع مجموعة من افلام المطاردة والجريمة والرقصات والاغاني ..

وبعد انتعاش القطاع العام السينمائي العراقي الاصيل توقف القطاع الخاص عن الانتاج بعد تراجع كبير في امكانياته فكان اخر ما عرض لهذا القطاع فلم ( الزورق ) وكان الاستقبال الذي لقيه من النقاد في العراق والكويت حيث عرض اخيرا بمثابة رصاصة الرحمة التي اطلقت على هذا القطاع .

اما الظواهر الاخرى فهي دخول التلفزيون عبر وحدة الانتاج السينمائي العراقي دائرة الانتاج الروائي الطويل وقد توفر على انجاح الخطوة الاولى المخرج السينمائي كارلو هارتيون بفلمين هما (اللوحة) و (البندول ) 1979 وفسح المجال بذلك لمخرجين اخرين بينهم منذر جميل الذي انجز عام 1979 فلمه الروائي الاول (تحت سماء واحدة) والتلفزيون العراقي بدا خطوة الانتاج السينمائي بعدد من المشاريع بينها مسلسل (المتمردون ) وافلام روائية قصيرة عن القضية الفلسطينية ابرزها فلم ( الانتفاضة ) لمنير فنري

المصدر