سعيد قزاز

سعيد قزاز شخصية سياسة عراقية بارزة لعبت دورا في سياسة العراق حتى العام 1959....

وساهمت كذلك في رسم معالم السياسة الداخلية والخارجية العراقية وتسيير الأمور، وقد صدر كتاب من 300 صفحة لمؤلفه عبد الرحمن البياتي الذي تناول سيرة القزاز وحياته ونشأته وحياته الوظيفية في الحكومة العراقية وكيف أصبح متصرفا للواء أربيل (محافظ ) ومفتشا اداريا ودوره في متصرفية لواء الموصل وأدار وزارة الشؤون الاجتماعية وهو أول مدير عام عراقي لمؤسسة الموانىء العراقية، كما ولعب دورا في سياسة العراق الداخلية بعد أن أصبح وزيرا للداخلية، وكيف كان موقفه من أحزاب عمال شركة نفط البصرة عام 1953 ودوره في السيطرة على فيضان بغداد عام 1954 ودوره في الانتخابات النيابية في وزارة أرشد العمري وانضمامه الى وزارة نوري السعيد، وكذلك دوره في الصحافة والأحزاب ودوره في رسم سياسة العراق الخارجية والموقف من الحركة الوطنية بعد أحداث السويس في مصر عام 1956 ودوره كذلك في العلاقات السياسية العراقية ـ المصرية إضافة الى دوره في الكثير من الأحداث السياسية في العراق حتى إعدامه بعد محاكمة المهداوي الشهيرة وما قاله أثناء تلك المحاكمة بعبارته الشهيرة:

( لاترهبني المشنقة وعندما أصعد عليها سأرى الكثيرين ممن لايستحقون الحياة تحت أقدامي ) .

سيرته السياسية

خلال سيرته السياسية في العراق ممثلا للنظام الملكي بوجهيه السلبي والايجابي فكان انسانا مبدئيا جريئا معجبا بحضارة الغرب حساسا ضد أي قوة معارضة آنذاك وترسخت بعض مواقفه في أذهان الناس حتى أخذ بعضهم يرددها في أحاديثه، من بينها موقفه الجريء أمام المحكمة العسكرية العليا الخاصة ( محكمة الشعب ) أثناء محاكمته بعد سقوط النظام الملكي في 14 تموز 1958 والتي أشار فيها الى أنه لا يهاب الموت وعندما يصعد الى المشنقة سيرى الكثيرين ممن لايستحقون الحياة تحت أقدامه، كانت كلمات القزاز مؤثرة وبليغة الى الحد الذي يجعل تكرارها صعبا في قياس الظرف والمكان.

وفي ضوء ذلك نقول إن سعيد قزاز كان ينتمي عمليا الى النخبة المتنورة المعتدلة وأنه تجاوز نوري السعيد آنذاك، اذ وقف ضد الإقطاع عن قناعة مما أنعكس على العديد من مواقفه وأجراءاته التي تحولت الى حديث الناس، فقد حاول وضع حد لأعمال عدد من كبار الأقطاعيين الذين تمادوا في أستغلالهم للناس فعندما كان متصرفا ( محافظا ) في الموصل أعتقل أحدهم بنفسه نهارا جهارا دون أن يلفت الى أن الذي أعتقله في عقر داره كان نائبا عن منطقته، يتمتع بالحصانة البرلمانية وكان مقربا من البلاط الملكي ومن شخص رئيس الوزراء نوري السعيد، وبذل القزاز جهودا حثيثة لتحجيم زعماء بشدر الأقوياء الذين ظلوا يؤلفون على مدى ردح طويل من الزمن شوكة بجنب السلطة المركزية وأختار لأدارة منطقتهم قائم مقاما حازما معروفا هو ومعظم أفراد أسرته بميولهم اليسارية مما أثار حفيظة زعماء بشدر بقوة.

الأيام الأخيرة للقزاز

أما عن الايام الاخيرة ، انه وبعد صدور الحكم على سعيد القزاز نقل الى سجن بغداد بأنتظار تنفيذه وعلى أثر ما قاله القزاز أمام المهداوي شددت العناصر المعارضة له من مضايقته فوضع في سجن أنفرادي أمعانا في تعذيبه وقد طلب منه أن يقدم أعتذارا للمحكمة عن العبارة التي ذكرها:

( لا ترهبني المشنقة .. ) إلا أنه رفض التراجع بشدة مما دفع بعض الشيوعيين للأتصال بزوجته وطلبوا منها أن تكتب رسالة لكي يبدي شيئا من التنازل ويقدم أعتذارا للمحكمة وفعلا حررت زوجته رسالة إليه طلبت فيها تقديم اعتذار الى هيئة المحكمة عسى أن يجعل الله له في ذلك مخرجا فأجابها على ظهر رسالتها بعبارة ( استعدي لكي تكوني أرملة ) وقد أثار ذلك العمل معارضيه فقاموا بتحريك بعض العناصر لرمي عائلته بالحجارة مما أضطرها الى ترك الدار وأستئجار بيت آخر لتتوارى عن الأنظار .

أصدر الحاكم العسكري العام أحمد صالح العبدي بيانا أشار فيه الى موعد تنفيذ حكم الاعدام ببعض المدنيين والعسكريين وذلك في 20 أيلول 1959 وعندما أبلغ القزاز بموعد تنفيذ الحكم ودع السجناء بحرارة تنم عن ايمان كبير وتم أخبار عائلته بالذهاب الى السجن لرؤيته للمرة الأخيرة قبل أن يعدم وكان آخر من ودعه في هذا اللقاء زوجته وأبنته وزوجها الدكتور ( كمال عبدالله ناجي ) وقد ظهر القزاز حليق الرأس يقوده جنديان فلم تتمالك المرأتان منظره فأجهشتا بالبكاء حتى أغمي على أبنته عند توديعه لها .

اعدامه

في الساعة الرابعة من يوم 20 أيلول 1959 تم تنفيذ حكم الأعدام شنقا حتى الموت بالقزاز ورفاقه في سجن بغداد المركزي وأصدر الحاكم العسكري بيانا بهذا الشأن وسجلت وفاته في مديرية صحة العاصمة في 26 كانون الأول 1959.

المصدر

وصلة خارجية