النفط الخام

منشأ النفط الخام

نشأ النفط خلال العصور الجيولوجية القديمة من الصخور المصدرية source rocks نتيجة تحول المواد العضوية فيها والغنية بالهيدروجين والكربون العضوي إلى نفط تحت تأثير أرتفاع درجات الحرارة الناتج عن عمليات الدفن المتواصل للطبقات الصخرية.

تعريف النفط الخام

هو خليط معقد من الهيدروكاربونات يوجد في الحالة السائلة أو الصلبة أو الغازية تبعاً لدرجات الحرارة و الضغط ، و الواقع أن جميع أنواع النفوط الخام المستخرجة من باطن الارض تكون في الحالة السائلة أو الغازية.

أما من حيث المظهر الخارجي فانه سائل زيتي لونه بين الاصفر و البني و في بعض الاحيان يكون لونه اسود غامق و هو اخف من الماء و تتراوح درجة معهد البترول الامريكي (API) له بين (50-6) و اللزوجة بين (75000-5) سنتي بويز في الظروف القياسية. و رائحته مقبولة اذا كان خاليا من الكبريت و النتروجين و هو نقيض ذلك في حالة احتوائه على احد هذين العنصرين او كلاهما.

اما من حيث المحتوى فالنفط الخام عبارة عن خليط معقد من السلاسل الهيدروكربونية التي تحتوي في تركيبها الكيميائي على عنصري الكاربون و الهيدروجين فقط. و يحتوي النفط الخام ايضا نسبة قليلة من الاملاح اللاعضوية.

تسميات النفط الخام

للنفط الخام تسميات عديدة منها : القطران و الزيت الخام و الذهب الاسود و غيرها من التسميات.

تأريخ النفط الخام

تم حفر أول بئر للنفط في الصين في القرن الرابع الميلادي أو قبل ذلك. وكان يتم إحراق النفط لتبخير الماء المالح لإنتاج الملح. وبحلول القرن العاشر، تم استخدام أنابيبالخيزران لتوصيل الأنابيب لمنابع المياه المالحة.

في القرن الثامن الميلادي، كان يتم رصف الطرق الجديدة في بغداد باستخدام القار، الذي كان يتم إحضاره من ترشحات النفط في هذه المنطقة. في القرن التاسع الميلادي، بدأت حقول النفط في باكو، أذربيجان بإنتاج النفط بطريقة اقتصادية لأول مرة. وكان يتم حفر هذه الحقول للحصول على النفط، وتم وصف ذلك بمعرفة الجغرافي المسعودي في القرن العاشر الميلادي، وأيضا ماركو بولو في القرن الثالث عشر الميلادي، الذي وصف النفط الخارج من هذه الآبار بقوله أنها مثل حمولة مئات السفن. شاهد أيضا الحضارة الإسلامية.

ويبدأ التاريخ الحديث للنفط في عام 1853، باكتشاف عملية تقطير النفط. فقد تم تقطير النفط والحصول منه على الكيروسين بمعرفة إجناسى لوكاسفيز، وهو عالم بولندي. وكان أول منجم نفط صخري يتم إنشائه في بوربكا، بالقرب من كروسنو في جنوب بولندا، وفي العام التالي تم بناء أول معمل تكرير (في الحقيقة تقطير) في يولازوفايز وكان أيضا عن طريق لوكاسفيز. وانتشرت هذه الاكتشافات سريعا في العالم، وقام ميرزوف ببناء أول معمل تقطير في روسيا في حقل النفط الطبيعي فيباكو في عام 1861.

وبدأت صناعة النفط الأمريكية باكتشاف إيدوين دريك للزيت في عام 1859، بالقرب من تيتوسفيل - بنسلفانيا. وكان نمو هذه الصناعة بطيء نوعا ما في القرن الثامن عشر الميلادي. وكانت محكومة بالمتطلبات المحدودة للكيروسين و مصابيح الزيت. وأصبحت مسألة اهتمام قومية في بداية القرن العشرين عند اختراع محركات الاحتراق الداخلية مما أدى إلى زيادة طلب الصناعة بصفة عامة على النفط. وقد أستنفذ الاستهلاك المستمر الاكتشافات الأولى في أمريكا في بنسلفانيا وأونتاريو مما أدى إلى "أزمة نفط " في تكساس وأوكلاهوما وكاليفورنيا.

وبالإضافة إلى ما تم ذكره، فإنه بحلول عام 1910 تم اكتشاف حقول نفط كبيرة في كندا، جزر الهند الشرقية، إيران وفينزويلا، المكسيك، وتم تطويرهم لاستغلالها صناعياً.

وبالرغم من ذلك حتى في عام 1955 كان الفحم أشهر أنواع الوقود في العالم، وبدأ النفط أخذ مكانته بعد ذلك. وبعد أزمة طاقة 1973 وأزمة طاقة 1979 ركزت الحكومات على وسائل تغطية إمدادات الطاقة. فلجأت بلاد مثل ألمانيا وفرنسا إلى إنتاج الطاقة الكهربية بواسطة المفاعلات النووية حتي أن 70% من إنتاج الكهرباء في فرنسا أصبح من الفاعلات النووية. كما أدت أزمة الطاقة إلى إلقاء الضوء على أن النفط مادة محدودة ويمكن أن تنفذ، على الأقل كمصدرطاقة اقتصادي. وفي الوقت الحالي فإن أكثر التوقعات الشائعة مفزعة من ناحية محدودية الاحتياطي المخزون من النفط في العالم. ويظل مستقبل البترول كوقود محل جدل. وأفادت الأخبار في الولايات المتحدة ي عام (2004) أنه يوجد ما يعادل استخدام 40 سنة من النفط في باطن الأرض. وقد يجادل البعض لأن كمية النفط الموجودة محدودة. ويوجد جدل أخر بأن التقنيات الحديثة ستستمر في إنتاج الهيدروكربونات الرخيصة وأن الأرض تحتوي على مقدر ضخم من النفط غير التقليدي مخزون على هيئة نفط رملي وحقول بيتومين، زيت طفلي وهذا سيسمح باستمرار استخدام النفط لفترة كبيرة من الزمن.

وحاليا فإنه تقريبا 90% من احتياجات السيارات للوقود يتم الوفاء بها عن طريق النفط. ويشكل النفط تقريبا 40% من الاستهلاك الكلي للطاقة في الولايات المتحدة، ولكنه يشكل تقريبا 2% فقط في توليد الكهرباء. وقيمة النفط تكمن في إمكانية نقله، وكمية الطاقة الكبيرة الموجودة فيه، والتي تكون مصدر لمعظم المركبات، وكمادة أساسية في لعديد من الصناعات الكيمياوية، مما يجعله من أهم السلع في العالم. وكان الوصول للنفط سبباً في كثير من التشابكات العسكرية، بما فيها الحرب العالمية الثانية حرب العراق وإيران. وتقريبا 80% من مخزون العالم للنفط يتواجد في الشرق الأوسط، وتقريبا 62.5% منه في الخمس دول: المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، العراق، الكويت، إيران. بينما تمتلك أمريكا 3% فقط.

استخدامات النفط

في حياتنا اليومية :

النفط من الدعائم المهمّة للاقتصاد العالميّ والكليّ وأصبح المادة الخام الأولى في العالم للاستخدام في جميع المجالات منذ القرن العشرين، والنفط الخام مادة سائلة تشكلت في باطن الأرض من خليط من الألكانات، وهذا الخليط يقطر لينتج أنواع وقود مختلفة قابلة للاشتعال ومواد للتشحيم ومواد البتروكيماويات، كالبنزين والزيوت للتشحيم وزيت الوقود وبعض أنواع الكحول، أعلى البلدان إنتاجاً للنفط هي المملكة العربية السعودية، ثم روسيا، ثم الولايات المتحدة الأمريكية، ويقع 80% من الاحتياط العالميّ للنفط في منطقة الشرق الأوسط، ويوفّر مجال النفط العمل لملايين من الناس حول العالم، يستخدم النفط في حياتنا اليومية في عدد هائل من الصناعات والأمور اليومية كالبلاستيك المصنوع من مشتقّات النفط وفي السيارات والمنازل. لا يستخدم النفط بشكل مباشر في الصناعات بعد استخراجه من الأرض، ويجب تحويله لأشكال أخرى لاستعماله في الأغراض المتعددة، فيجري بالبداية استخراج الغازات، مثل: الإيثانول، والبوتان، والبروبن، ثمّ يتمّ استخراج المشتقات الأثقل، مثل: الديزل، والكاز، والبنزين، والأسفلت الفحميّ، والفحم، ووقود الطائرات، وتستخدم هذه الغازات في التدفئة، ووقود الطائرات، وتعبيد الشوارع.

في الطاقة :

يستخدم النفط في الطاقة المستخدمة بشكل يوميّ سواء بشكل شخصي في المنازل أو في المباني الكبيرة والضخمة والمصانع المختلفة، فيستخدم النفط ومشتقاته المختلفة في إنارة المنازل، والمصانع، والمنشآت الصناعية، والاقتصادية، ويستخدم في تشغيل المركبات وتوليد الطاقة الكهربائية، ويستخدم في النقل البحري، والبري، والجوي، سواء في القطارات، والسفن، والطائرات، والبواخر، وفي الآلات الحربية كالدبابات، والقوارب، والبوارج البحرية، والمدرعات، وفي الطائرات سواء كانت حربية أو نفاثة، ويستخدم في صناعات الحديد، والمواد الأولية، ومواد البناء المختلفة بنسب متفاوتة.

في المجالات الصناعية :

يستخدم النفط في صناعة اكثر من 350 ألف منتج صناعي بشكل كامل أو بشكل جزئي ترفد تلك المواد الأسواق في شتّى بقاع الأرض وفي العصر الحديث لا يمكن الاستغناء عن تلك المواد وحتى البدائل لتلك المواد صعبة الاستخدام وباهظة الثمن وكثير من الأحيان تكون غير مجدية للمدى البعيد، ومن أبرز الصناعات النايلون، ومبيدات الحشرات، والأسمدة، والصحون، ومراهم التجميل، وأغطية الطاولات، وطلاء الأظافر، والملابس الداخلية، وفراشي الأسنان، والأحواض، وحبر الطوابع، والكحل، وأدوات التجميل، والأزهار الصناعية، والشمع، والإسفنج الصناعي، بالاضافة للصناعات البتروكيماوية مثل: الميلامين، والستارين، والبولي إيثلين، والبولي بروبلين، والبولي بول، والياف بولي أميد، وأستر المشبع، وغير المشبع، ورانتجات بولي فلات فينل والبارازلين وكلّ هذه الغازات مهمّة وضروريّة للاستخدام في الحياة اليوميّة.

المصدر