سامراء

سامراء مدينة عراقية تاريخية تقع على الضفة الشرقية لنهر دجلة في محافظة صلاح الدين، وتبعد 125 كيلومتر شمال العاصمة بغداد، تحدها من الشمال مدينة تكريت، ومن الغرب الرمادي، ومن الشرق بعقوبة، يبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة حسب إحصائيات وزارة التجارة عام 2003 م. ضمت منظمة اليونسكو مدينة سامراء عام 2007 إلى قائمة التراث العالمي.

التاريخ

وعاء سامراء الفخاري، يعود إلى 4000 سنة ق.م، عثر عليه ارنست هيرتسفيلد خلال حفرياته في سامراء ما بين عامي 1911 - 1914 معروض في متحف بيركامون في برلين تقع مدينة سامراء الأثرية على ضفاف نهر دجلة وعلى مسافة 130 كيلومترا شمال بغداد، وكانت مقر عاصمة الدولة العباسية الإسلامية والتي بسطت نفوذها على الأرض الممتدة من تونس إلى وسط آسيا. تمتد المدينة بطول 41 كيلومترا ونصف الكيلومتر من الشمال إلى الجنوب، أما عرضها فيتراوح بين 4 و8 كيلومترات. وتحتوي على معالم أثرية هندسية وفنية طوّرت محلياً قبل أن تنقل إلى أقاليم العالم الإسلامي وأبعد من ذلك. ومن بين الآثار العديدة والبارزة الموجودة في الموقع المسجد الجامع ومئذنته الملوية، وقد شيد في القرن التاسع الميلادي. ويبقى قرابة 80٪ من المدينة الأثرية مطمورا ويحتاج إلى تنقيب.

التاريخ القديم

استوطنت المنطقة منذ أقدم العصور، وفي العصر السابق للإسلام، وتحديدا في الحقبة الساسانية والمناذرة، اتخذ في بعض مواقع مدينة سامراء حصون استراتيجية وعسكرية أثناء احتدام الصراع ضد الروم والفرس.

الدين

الإسلام هو الدين السائد في سامراء والأغلبية العظمى من سكانها هم من أهل السُنة والجماعة.

الخلافة العباسية

المئذنة الملوية

كانت سامراء عاصمة للعباسيين بعد بغداد، وقد حرف اسمها القديم (سر من رأى)، وقد بناها المعتصم العباسي سنة (221 هـ \ 835 م) لتكون عاصمة دولته. وتتحدث الروايات انه لما جال يبحث عن موضع لبناء عاصمته، وجد هذا الموضع لنصارى عراقيين، فأقام فيه ثلاثة أيام ليتأكد من ملاءمته. فاستحسنه واستطاب هواءه، واشترى أرض الدير بخمسمائة درهم، وأخذ في سنة (221 هـ) بتخطيط مدينته التي سميت (سر من رأى)، وبعد أن تم بناء المدينة انتقل مع قواته وعسكره إليها، ولم يمض إلا زمن قليل حتى قصدها الناس وشيدوا فيها مباني شاهقة.

وفي عهد المتوكل العباسي سنة (245 هـ \ 859 م) بنى مدينة المتوكلية وشيد الجامع الكبير ومئذنته الشهيرة الملوية التي هي أحد معالم المدينة.

بقيت سامراء عاصمة للخلافة العباسية فترة تقرب من 58 عاما، تمتد من سنة (220 هـ \834 م) إلى سنة (279 هـ \892 م).

الغزو المغولي والصفوي

تعرضت أغلب مباني مدينة سامراء لتدمير أثناء الغزو المغولي والصفوي حالها حال مدينة بغداد، هدمت اسوارها ومبانيها الشاهقة.

الحكم العثماني

أثناء الحكم العثماني شهدت المدينة نهضة عمرانية صغيرة، في سنة (1299 هـ / 1881 م) بنيت أول مدرسة ابتدائية في مدينة سامراء، وفي سنة (1294 هـ / 1878 م) أيام الدولة العثمانية نصب أول جسر على نهر دجلة يربط مدينة سامراء بالضفة الغربية لمدينة سامراء.

المكانة الدينية

الأضرحة في سامراء هي مقامات صوفية وليست قبور ولا تحوي جثث موتى، تضم المدينة ضريح الإمامين علي الهادي والحسن العسكري، وللضريح مكانة دينية عند الشيعة، فهما يعدان الإمامين العاشر والإمام الحادي العشر من أئمة الشيعة الاثني عشرية بالإضافة إلى اضرحة السيدة حكيمة أخت الإمام الحسن العسكري والسيدة نرجس أم الإمام المهدي المنتظر. كما يوجد بجوار الضريحين السرداب الذي يعد آخر مكان تواجد فيه المهدي (حسب المعتقد الشيعي) قبل اختفائه في العصر العباسي قبل نحو الف سنة.

المواقع الأثرية في سامراء

نفذت أولى الحفريات الأثرية لسامراء القديمة بين 1911 و 1914 من قبل عالم الآثار الألماني إرنست هرتسفلد. ووضعت الكتب، والرسائل وتقارير الحفريات غير المنشورة والصور في معرض فرير للفنون في واشنطن العاصمة منذ عام 1946.

على الرغم من أن الموقع الأثري الحالي الذي تغطيه أنقاض من الطابوق الطيني هو موقع واسع، فان موقع سامراء لم يكن موغلا كثيرا في العصور القديمة، ما عدا التراث السامري Samarran Culture منذ العصر النحاسي (5500-4800 ق.م) والذي عثرعليه في موقع تل الصوان الغني، حيث الأدلة عن هندسة الري، بما في ذلك الكتان، يثبت ثقافة استيطان مزدهرة مع بنية اجتماعية منظمة للغاية. ابرز ما عرف عنه هذا التراث في المقام الأول هو الفخار الفاخر الصنع الذي تزينه خلفيات داكنة مع شخصيات منمطة من الحيوانات والطيور والتصاميم الهندسية المتقنة للغاية. هذا النوع من الفخار كان منتشراً كثيراً كونه متقن الصنع, وكان يُصَدَر كثيرا في الشرق الأدنى القديم على نطاق واسع, ومصدره سامراء. كانت الثقافة السامرية Samarran مقدمة لثقافة بلاد الرافدين خلال فترة العبيد.

بنى سنحاريب مدينة سر مراتي (Sur-marrati) عام 690 ق.م حسب لوحة تذكارية موجودة عند متحف والترز الفني في بالتيمور، ماريلاند والتي وجدت مهملة في في احدى المواقع الآشورية المحصنة في الحويجة عند نهر دجلة مقابل مدينة سامراء الحالية.

بعض الأسماء الجغرافية القديمة لمدينة سامراء قد دونت من قِبل المسح الأثري لسامراء هو الاسم الإغريقي سوما Souma, والاسم اللاتيني سوميري, وهو حصن مذكور خلال انسحاب يوليان المرتد عام 364 ب.م, والاسم السرياني سُمرة Sumra والمذكورة كقرية.

عرضت إمكانية أكبر من السكان من قبل افتتاح Kisrawi الدشم Qatul، والامتداد الشمالي لقناة النهروان الذي لفت المياه من نهر دجلة في منطقة سامراء، وارجع إلى ياقوت (مو `مربى انظر تحت عنوان" Qatul ") إلى الملك الساساني كسرى الأول Anushirvan (531-578). للاحتفال الانتهاء من هذا المشروع، وهو برج التذكارية (برج بن الحديثة القائم) تم بناؤها في جنوب المدخل الجنوبي لمدينة سامراء، والقصر مع "الجنة" أو شيد حديقة مسورة الصيد في المدخل الشمالي (الحديثة مخيم نهر الرصاصي) قرب إلى al - Daur. قناة التكميلية، واحيت أبي Qatul آل جند، حفرها من قبل الخليفة العباسي هارون الرشيد، من خلال التخطيط لمدينة المنصوص عليها في شكل مثمن العادية (الحصن الحديثة آل القادسية)، ودعا المبارك وتخلت لم تنته في 796.

السكان

حسب إحصائيات وزارة التجارة عام 2003 م يبلغ عدد سكان سامراء 300 الف نسمة،ارتفع عدد سكان مدينة سامراء من 15,000 نسمة في بداية الخمسينات إلى أكثر من 300,000 نسمة عام 2003 م. أما قضاء سامراء (المدينة والأرياف) فيبلغ عدد سكانه حوالي 700,000 نسمة. الغالبية من السكان من العرب السنة. من عشائر السوامرة والبو بدران والدليم (البونمر والبوفهد والبوعيسى) والجبور والعزة والعبيد. خلال القرن 20، واكتسبت سامراء أهمية جديدة عندما تم إنشاء بحيرة دائمة (بحيرة الثرثار) بالقرب من مدينة سامراء من قبل السد من أجل وضع حد لفيضانات متكررة من المصب بغداد. نزح العديد من السكان المحليين من جانب السد، مما أدى إلى زيادة كبيرة في عدد السكان في سامراء ما بعد الغزو الأمريكي 2003 م شهدت مدينة سامراء شمال المثلث السني في بداية الحرب معركة شرسة بين أبناء مدينة سامراء وقوات الاحتلال الأمريكي استمرت نحو ثلاثة أشهر تم القضاء فيها على الجنود الأمريكان. في 8 فبراير 2007 أسقط مسلحون عراقيون مروحية عسكرية أمريكية شمال سامراء مما أدى إلى مقتل 14 جندي أمريكي كانوا على متنها وخرجوا من سامراء. شهدت سامراء نوعاً من الهدوء والاستقرار منذ سيطرة قوات الشرطة وأبناء العشائر على المدينة عام 2008 م. مما ساعد على البدء بإعمار المدينة وبترميم المدارس والآثار والأضرحة المقدسة لدى المسلمين في سامراء بمساعدة اليونسكو.

أحداث سامراء 2006 م

تضم سامراء أضرحة/مقامات صوفية لإمامين من الأئمة الاثني عشر لدى الشيعة - وهما الإمامان علي الهادي وحسن العسكري، وهما ، شيد أول مرة خلال القرن الحادي عشر، نسفت القبة الذهبية وارتفاعها 68 مترا في فبراير/شباط 2006 وقبل هذه التفجير بثلاث سنوات بدأت عمليات القتل الطائفي ضد المدنيين السنة في بغداد والبصرة، حيث كان يتم اعتقال المدنيين السنة من قبل القوات الاميركية للقيام بالعمل القذر من تعذيبهم حتى الموت وتقطيع اوصالهم وحرقهم ورمي جثثهم بالشوارع في ذروة القتل كان يعثر على سبعة الالاف جثة عليها آثار تعذيب شديد مرمية في شوارع بغداد وقد برر الاعلام الأمريكي والعربي هذه الجرائم والمجازر والقتل الجماعي الذي حل بسنة بغداد المدنيين ان السبب الرئيسي وراء هذه المجازر كان تفجير قبه ضريح بسامراء وهم يقومون بعملية انتقام مقبولة أمريكيا علما ان هذه المجازر بدأت في البصرة من اليوم الاول لدخول القوات الأمريكية على ايدي المليشيات المتحالفة مع الجيش الأمريكي مما ادى اشتعال ما وصف فيما بعد بأنه "حرب أهلية" في العراق، وبحسب محللين، ان حادث تفجير قبه ضريح في سامراء كانت مجرد ديكور لتبرير وللتغطية على المجازر التي حصلت في العراق عقب الانفجار بساعات خروج عناصر ومليشيات، طافت بغداد والمناطق . ادت هذه القتل إلى اشعال حرب اهلية قبلية طائفية استمرت حتى اليوم، قتل فيها 800 الف سني خلال ثلاث سنوات وهجر قرابة مليون سني من بغداد واضافة على سجن مئات الالوف من المدنيين وضعهم في سجون وكل هذه جرى تحت وصاية القوات الأمريكية وسكوت الاعلام العربي والغربي. تم اتهام مليشيات جيش المهدي باستهداف المدنيين السنة من العراقيين ذوي المذهب السني، وكشفت دلائل واسعة وموثقة على تورط قادتهم في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

المؤسسات التعليمية

مدينة سامراء تضم مؤسسات تعليمية منذ تأسيسها تاريخيا وحتى الوقت الحاضر وخرجت الكثير من الكفاءات العلمية ويمكن اجمال مؤسساتها التعليمية كما يلي:

التعليم الابتدائي والثانوي

التعليم في مدينة سامراء تديره الحكومة ويتبع وزارة التربية وقد بنيت أول مدرسة ابتدائية في مدينة سامراء سنة 1881 م.من أهم مدارسها ثانوية الخطيب للبنين وثانوية سامراء. وهناك مدارس تتبع الوقف السني مثل مدرسة الإمام علي الهادي الدينية التي تدرس الفقه الحنفي والشافعي. تدير مؤسسة التعليم المهني مدارس صناعية وتجارية لتخريج الملاكات الفنية. وهناك مدارس تتبع التعليم الإسلامي ضمن وزارة التربية. وقد باشرت تجربتها بمدارس التعليم الاهلي الخاص فافتتحت مدرسة ابتدائية واحدة عام 2009 ثم مدرستين ثانويتين عام 2011.

التعليم الجامعي المتوسط

هناك معهدان لاعداد المعلمين احدهما للبنات والاخر للبنين

التعليم الجامعي

أسست كلية تربية سامراء في عام 2000م كاحدى كليات جامعة تكريت، وبدأت الدراسة فيها بنفس العام بثلاث أقسام هي: اللغة العربية والتاريخ وعلوم الحياة. وفي العام الدراسي 2003- 2004 استحدث فيها قسما الكيمياء وعلوم القرآن، ولاحقا استحدث قسم اللغة الإنكليزية، وتوجد الآن الدراسات العليا في اقسام (علوم القرآن – اللغة العربية – التاريخ – الكيمياء).

وقد تلتها ثلاثة كليات أخرى في سامراء تابعة لجامعة تكريت افتتحت أبوابها عام 2010 هي كلية الاثار وكلية العلوم الإسلامية وفي عام 2011 كلية العلوم التطبيقية وفي عام 2012 كلية الهندسة. وتعد هذه الكليات لبنات لجامعة سامراء التي وضع حجر الأساس لها في 17 آذار 2009. وستضم جامعة سامراء ست كليات هي :

كلية التربية

كلية العلوم الإسلامية

كلية العلوم التطبيقية

كلية الآثار

كلية الثروة الزراعية

كلية الطب البيطري

كلية الهندسة

وهناك كلية الامام الاعظم - فرع سامراء تتبع الوقف السني . افتتحت عام 2004 بتأسيس قسم الفقه واصوله في مدينة سامراء برئاسة الدكتور أحمد حسن الطه عند تأسيسها. وتمنح الكلية شهادة البكالوريوس. تقبل الكلية خريجي الإعداديات الإسلامية والدينية والأكاديمية بفرعيها العلمي والأدبي.

المصدر