طوز خورماتو

خورماتو (بالتركمانية:معناه ملح وتمر) مدينة عراقية العشرين بشمال شرق العراق تتبع محافظة صلاح الدين وقبلها عائدة لمحافطة كركوك لحين إجراء التعديلات الإدارية عام 1976 حيث ألحقت بمحافظة صلاح الدين. يتبع القضاء أربع اقضية وهي آمرلي وبسطاملي وسليمان بيك وقادر كرم. هناك اختلاف في أصل الاسم ( طوز خورماتو ) ، قيل إن أصل التسمية ( خورما _تي ) أو ( خورماتو ) مشتقة من كلمتي ( خورما _ كلمة كردية تعني التمر ) و ( تو ) وهي كلمة كردية أيضا تعني ( التوت ) فيكون المعنى الإجمالي ، التوت بحجم التمر لكبر حجمه ، حيث من يلاحظ أشجار التوت من بساتين المدينة التي لم يبق منها الشئ الكثير تثمر توتا من النوع هذا ، وفريق آخر من الناس يعتقدون أن الاسم انما يتكون من ثلاث كلمات الأولى( طوز _ كلمة تركمانية تعني الملح ) وكلمتي ( خورماتو ) أي التمر والتوت كما اسلفنا ويعزون ذلك إلى اشتهار المدينة سابقا بهذه المنتوجات الثلاثة في حين يقول آخرون عن كلمة ( طوز أودوز ) إنها كلمة كردية قديمة تعني القلعة ، حيث أن الكثير من مدن العالم القديمة تمتاز بقلاعها وتكنى بها وعلى جبل هنجبرة لا زالت أطلال قلعة قديمة ماثلة للعيان تجعلنا أن نميل إلى الرأي الثاني .

وهنالك ثالث بعتقد أن أصل التسمية اشورية قديمة كانت قديما تحمل اسم ( خير متي ) فحرف وصحف إلى ( خورماتو _ خورماتي ) واضيفت الية ( طوز _ دوز ) بعد اكتشاف الملح فيها لاحقا ، فيكون المعنى الإجمالي ( ملح خير متي ) أو ( قلعة خير متي.

الأنهار

أق صو وهي بالتركمانية وتعني الماء (صو) الصافي او الأبيض (اق ) يمر وسط قضاء طوزخورماتو ويستمر بشكل موازي للفرعين الآخرين ويلتقي بمجرى العظيم قرب جبال حمرين. وينبع نهر اق صو من مرتفعات سنكاو والمطيرة نسبيا ويستمر جريان مياهه في الصيف أيضاً.

تأريخ طوزخورماتو

إن تأريخ مدينة طوزخورماتو يمتد إلى أواسط الآلف الثالث ق.م أي يرجع إلى عصر الحضارة الآشورية 2600 ق.م. هذا في التاريخ القديم اما العشائر التركمانية التي استوطنت هذه المنطقة فيمتد تاريخ سكناهم إلى 800 سنة وهي تأريخ مدينة طوزخورماتو الحديث. وظهرت قضاء طوزخورماتو كمدينة قديمة حيث أشار لها المؤرخون. وقد ورد ذكرها في الألواح القديمة بأنها كانت محل بابلي وأصبحت بعد ذلك مهد الحضارات البابلية والآشورية والسومرية. لقد بنى الآشوريون قلاعا كبيرة لصد الهجمات ومن هذه القلاع: قلعة أربيل - كرخي في كركوك - خرشيتوم في طوزخورماتو وداقوقاء في قضاء داقوق فأصبحت هذه القلاع معسكرات للآشوريين لصد هجوم الأعداء وفيما بعد انقرضت الإمبراطورية الآشورية واضمحل سلطانهم وحل محلهم الفرس واستولوا على هذه القلاع وسميت هذه المنطقة بـ خاني جار أو خانيجار. وقد ورد ذكر طوزخورماتو باسم خانيجار في بطون كتب التأريخ ومن بين أمهات الكتب والمراجع التأريخية. وفي عام 1146هـ 1733م مر قائد الصفوي التركماني نادر شاه لغزو مدينة كركوك والموصل وترك هذا القائد أكثر قواته شمال قصبة طوزخورماتو في قرية شاه سيوان وهي قرية تحمل هذا الاسم ليومنا هذا. كانت طوزخورماتو في الربع الأول من القرن العشرين قرية تابعة لقضاء كفري والذي كان تابعاً حينذاك للواء كركوك. وفي عام 1922 أصبحت طوزخورماتو ناحية تابعة لقضاء داقوق، وفي عام 1951 أصبحت مدينة طوزخورماتو قضاءً وتحولت داقوق إلى ناحية تابعة لها وكلتاهما تابعتين للواء كركوك. وبتاريخ 29/ 1/ 1976 تم فك ارتباط قضاء طوزخورماتو بنواحيها الأربعة (آمرلى - بسطاملي - سليمان بك وقادركرم) من محافظة كركوك وإلحاقها بمحافظة صلاح الدين المستحدثة حينذاك بموجب المرسوم الجمهوري المرقم 41 في 29/ 1/ 1976 والمنشور في جريدة الوقائع العراقية العدد 20532 في 7/ 6/ 1976.

اثارها

أهم المناطق الأثرية والتراثية في مدينة طوز خورماتو هي:

1- أولو تبة: وهو تل اثري يقع على ارتفاع 5م وهو مسجل لدى دائرة الآثار.

2- بش بارماق: أي خمسة أصابع وهي منطقة أثرية مرتفعة نسبياً على ارض مبنية من الطابوق طول كل إصبع أكثر من مترين تقريباً وتقع شمال غرب أولو تبة.

3- طاشلي تبة: وهي تل اثري يقع على طريق ينكجة ومسجل في دائرة أثار.

4- توراة اليهود: تقع على نهر بيوك ارخ في القسم الشرقي من المدينة ويرجع إلى تاريخ (1307هـ) حيث اتخذ قوم اليهود محلاً للعبادة.

5- بويوك قيصري (بويوك خان): سوق القيصرية الكبير أو الخان الكبير بناه المرحوم حسن شيخلر ويقال انه من أهالي كركوك منطقة تسين صاحب المال والجاه وصاحب القافلة بناه ليستريح مع قافلته، ويحتوي السوق على 30 دكان من داخل القيصرية تم بناءه عام 283هـ ـ 1863م ومرتبط بالخان بعدة دكاكين من الداخل مع القيصرية.

6- ديوان خانة قنبر اغا: يقع على نهر بويوك ارخ مقابل دار اسطة سعيد البناء في عام 1923م وكان هذا الديوان يستقبل الضيوف وكذلك موقع لاجتماعات أهالي القصبة وعشائر المنطقة، حيث بناه المرحوم حاج قنبر اغا ثم تولى ولده زين العابدين اغا وأثاره باقية ليومنا هذا.

نفوس طوزخورماتو

طوزخورماتو مدينة تركمانية بحتة حيث أغلب سكانها من التركمان حسبما جاء في كتاب المرشد إلى مواطن الآثار والحضارة من تأليف الأستاذ طه باقر والأستاذ فؤاد سفر. وعند الرجوع لتعداد عام 1957 نرى أن عدد نفوس مركز القضاء فقط قد بلغ 8978 نسمة والذي كان يتكون حينذاك من أربعة أحياء وهي:

1- ملا صفر محللاسى ومختاره المرحوم عباس حميد ومن بعده زين العابدين وهاب.

2- مصطفى آغا محللاسى ومختاره المرحوم احمد مهدي آقصو.

3- اورطه محللاسى ومختاره المرحوم نوري حسن مختار.

4- جقله محللاسى ومختاره المرحوم صادق جعفر.

وكلها أحياء تركمانية. اما الأكراد فيرجع تاريخ نزوحهم إلى طوز إلى ما بعد عام 1959 حين قامت الحكومة العراقية بعد اعلان الجمهورية وقتذاك بتوزيع اراضي سكنية لهم في شمال المدينة سميت بحي الجمهورية. وتزايد عددهم بعد هجرة الأكراد إلى المدينة في أعقاب عمليات الأنفال وهدم القرى الكردية في ناحية قادر كرم فاستقروا فيها بشكل دائم ولم يعودوا إلى مقر سكناهم الأصلي حتى بعد سقوط النظام السابق.

عشائرها

سكن قضاء طوز خورماتو والقرى والنواحي التابعة لها مجاميع وأفخاذ وعوائل عربية وكردية وتركمانية عديدة.

أحداث تاريخية

من الأحداث التاريخية التي شهدها قضاء طوز خورماتو انتفاضة 6 حزيران(يونيو) 1954 فقد سئم سكان اللواء وقضاء طوز خورماتو اللعبة الانتخابية التي كانت تمارسها بعض الحكومات العراقية لتأتي بمؤيديها إلى قاعة البرلمان كنواب عن الدوائر الانتخابية المختلفة. وقد صمم سكان قضاء طوز خورماتو التركمان على إظهار الوحدة والتكاتف والحيلولة دون تزييف الانتخابات بكل الوسائل الممكنة وطالبوا بانتخابات حرة ونزيهة بعيدة عن التأثير الحكومي وموالاة المرشحين الحكوميين. كان هناك في انتخابات 1954 مرشحان، الأول هو جهاد الونداوي أما الثاني فهو زين العابدين الحاج قنبر آغا الذي ارتضاه أهل طوز خورماتو ليمثلهم في مجلس النواب. تشكلت المراكز الانتخابية في دائرتين هما:

1- نادي الموظفين

2- مدرسة طوز الابتدائية الأولى.

وقد بدأت عملية الاقتراع في الساعة السادسة صباحا وبعد مرور بضع ساعات على البدء في هذه العملية أدرك سكان طوز خورماتو أن السلطة المحلية تميل إلى المرشح جهاد الونداوي ضاربة بعرض الحائط بمبدأ الحياد ومنفذة أوامر السلطة المركزية في بغداد. وقد اعترض ممثلو المرشح الآخر بأن هناك أشخاصا جلبوا خصيصا للتصويت للونداوي يصوتون أكثر من مرة. قدم أهالي طوز مذكرة اعتراض تحريرية إلى قائمقام قضاء طوز المعين من قبل الحكومة (حامد الآلوسي) وبدلا أن يأمر القائمقام بالتحقيق في الموضوع وإحقاق الحق أصدر أوامره بإلقاء القبض على معتمد المرشح التركماني الحاج مبارك حسن فأيقن المواطنون أن الأمر متجه إلى أسوأ الاحتمالات وبدأ الجمهور بالغليان ثم ما لبث المحتجون أن داهموا المركزين الانتخابيين وحطموا الصناديق الانتخابية. وقد لاحظ الجمهور وجود أناس مدججين بالسلاح في مقر الدائرة الانتخابية الأولى في مقر نادي الموظفين تحت سمع قوات الشرطة وبصرها في محاولة لإرهاب الجماهير الغاضبة، إلا أن ذلك لم يمنع تقدم الجمهور بصورة كثيفة وبدأ المتظاهرون العزل يرمون المسلحين الموجودين في مقر النادي بالحجارة والطابوق مما اضطر هؤلاء النفر إلى الالتجاء إلى البساتين المحيطة بالنادي. وقد استمرت الاشتباكات بين أهالي القضاء والوافدين الذين كان جل اهتمامهم العمل على إنجاح مرشح الحكومة وبدأ إطلاق النار الكثيف على المحتجين واستشهد في هذه الحادثة سليمان علي من أهالي قضاء طوز خورماتو الأصلاء، دليلا آخر على الرفض التركماني المطلق للعملية غير الحضارية المتمثلة في تزوير إرادة الشعب العراقي عامة والتركماني خاصة.

وتشاء الأقدار أن تعيش طوز خورماتو مأساة أخرى بعد حوالي نصف قرن وتحديدا في الثاني والعشرين والثالث والعشرين من آب(أغسطس) 2003 فقد أراد أهالي قضاء طوز ترميم مقام ومزار الإمام المرتضى على أعالي جبل طوز المطل على نهر أق صو فعمد حاقدون لا يريدون الهناء لأهالي طوز إلى تخريبه والإساءة إليه شهد القضاء احتجاجات حاشدة وتوجه الأهالي إلى ترميم المزار مرة أخرى وعندها داهمتهم جموع من الغوغاء وأطلقت عليهم النار فاستشهد بعض الشباب وعندما قام الأهالي بتشييع شهدائهم حدثت مواجهات أخرى أدمت قلوب المواطنين.

المصدر

انظر ايضا