اليزيدية

الإيزيديون أو اليزيديون بالكردية: Êzidî أو ئێزیدی)، هي مجموعة دينية كردية تتمركز في العراق وسوريا. يعيش أغلبهم قرب الموصل ومنطقة جبال سنجار في العراق، وتعيش مجموعات أصغر في تركيا، سوريا، ألمانيا، جورجيا وأرمنيا. ينتمون عرقياً إلى أصل كردي ذي جذور هندية أوروپية مع أنهم متأثرون بمحيطهم الفسيفسائي المتكون من ثقافات عربية آشورية وسريانية، فأزياؤهم الرجالية قريبة من الزي العربيأما أزياؤهم النسائية فسريانية. يرى الإيزيديون أن شعبهم ودينهم قد وُجدا منذ وجود آدم وحواء على الأرض ويرى باحثوهم أن ديانتهم قد انبثقت عن الديانة البابلية القديمة في بلاد ما بين النهرين. ويرى الإسلاميون يساندهم العديد من الباحثين أن الديانة الإيزيدية هي ديانة منشقة و"منحرفة" عن الإسلام. ويرى آخرون أن الديانة هي خليط من عدة ديانات قديمة مثل الزردشتية والمانوية أو امتداد للديانة الميثرائية. الشخصيات الأساسية في الديانة الإيزيدية هي عدي بن مسافر وطاووس ملك الذي ينظر إليه الإسلاميون على أنه تمثيلٌ لشخصية الشيطان الوارد في الديانة الإسلامية وهذا سبب وصفهم للإيزيدية ب"عبدة الشيطان".

يتكلم أغلب الإيزديين اللغة الكرمانجية وقسمٌ آخرٌ منهم يتحدث العربية، خصوصاً إيزيدية بعشيقة قرب الموصل وإيزيدية سوريا. صلواتهم وأدعيتهم وجميع طقوس دينهم باللغة الكرمانجية (احدى لغات الأكراد الأربع) وكتبهم الدينية القديمة باللغة السريانية، وكانت لهم لغةٌ قديمةٌ خاصة بهم اندثرت مع مرور الزمن. اكبر قبائهم هي الهبابات والمسقورة وعمرا وعبيدي وهراقي والشهوان والحياليون والجحش. قِبلتهم ومركزهم الديني الأساسي هي لالش حيث الضريح المقدس للشيخ عدي بن مسافر بشمال العراق. يُقسّم المجتمع الإيزيدي إلى ثلاث طبقاتٍ هي: الشيخ، والبير، والمريد، ويحرّم الزواج بين الطبقات. الإيزيديون هم موحدون يواجهون الشمس في صلواتهم ويؤمنون بتناسخ الأرواح.

الديانة الإيزيدية غير تبشيرية حيث لا يستطيع الأشخاص من الديانات الأخرى الانتماء إليها، وبذلك يعدها العديد (من ضمنهم أمير الإيزيدية تحسين بيك) قوميةً مستقلة وديانةً، في حين يرى الكثير من الإيزيديين أنفسهم كرد القومية كما يصفهم مسعود بارزاني بأنهم "أعرق الكرد".في حين قسم ثالث من الإيزيديين يرون انفسهم كعرب القومية.

تعرض الإيزيديون عبر التاريخ إلى 72 حملة إبادةٍ شنت ضدهم من قبل محيطهم الإسلامي، تسببت هذه الحروب والمذابح بآثار ترسخت في النسيج الاجتماعي والعقلية الإيزيدية فصار الانزواء عن العالم والتقوقع الاجتماعي والخوف من الغرباء سمةً أساسيةً لهم. لكن كل هذا لم يمنع المثقفين الإيزيديين من إنشاء مراكز ثقافيةٍ واجتماعيةٍ لتعريف العالم بديانتهم وجعل الإيزيديين ينفتحون أكثر على العالم الخارجي. يتعرض الايزيديون لهجمات متكررة من تنظيماتٍ إسلامية متطرفةٍ تمثلت بتفجيراتٍ وعمليات اغتيالٍ تستهدفهم في العراق. أدّى سقوط الموصل وسيطرة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) على مناطق شاسعةٍ من شمال العراق وسقوط مدينة سنجار الإيزيدية بيد المسلحين الجهاديين إلى قتل المئات وهجرة الآلاف منهم من مدنهم وقراهم فراراً من بطش أعداءهم.

الديموغرافيا

ارتبط الوجود التاريخي للايزيدين في دول العراق وسوريا وتركيا. وكذلك توجد أعداد لا باس بها في كلا من أرمنيا وجورجيا. أشهر مواطنهم سابقا حسب (كتاب الشرفنامه‌) جزيرة ابن عمر (بوطان) والموصل ودهوك ودياربكر وحلب واورفا وخوي بأيران (امراء دنبلي) تسببت احداث القرن العشرين باحداث تغييرات وهجرات سكانية. الاحصاءات السكانية للايزيدين غير واضحة في العديد من المناطق.

تعيش الأغلبية الساحقة للايزيدين في العراق، حيث يرتبطون دينيا بأرض لالش التي تعتبر قبلة لكل الايزيدين في العالم. وتتراوح إحصاءات هذه الأقلية العراقية بين ال 700,000 و 500,000. وتتواجد هذه الأقلية في شمال العراق، الكتلتان الكبيرتان لهما في مدينة شيخان شمال الموصل (حيث يقع ضريح عدي بن مسافر) وسنجار على الحدود السورية العراقية 80 كيلو غرب الموصل. يتوزع الايزيدية في العراق في:

في محافظة نينوى/الموصل:- قضاء الشيخان، بعشيقة، بحزاني، شنكار (سنجار)،زمار والقوش.

في محافظة دهوك :- شاريا (سميل)، مجمع خانك ومنطقة ديره‌بون

أما في سوريا فيتركز وجودهم في منطقتين: منطقة الجزيرة الفراتية و جبل حلب. يصل عدد الايزيدين في سوريا عام 1963 ال10,000 حسب إحصاء رسمي، مع غياب تعداد رسمي لهم عام 1987. تقدر اعدادهم اليوم بين ال 12,000 و15,000 في سورية. اكثر من نصف الايزيديين السوريين هجروا بلدهم منذ الثمانيات، كما ان هناك اكثر من 50,000 ايزيدي عراقي دخلوا سورية خلال الحرب في العراق.

واجه الوجود الايزيدي في تركيا تناقصاً حادا خلال القرن العشرين. ففي عام 1982 هبط عددهم إلى 30,000 واستمر بالهبوط حتى وصل عددهم عام 2009 إلى أقل من 500. حيث هاجر أغلب الايزيديين الترك إلى أوروبا (ألمانيا تحديدا) وقلة الباقية منهم تتواجد اليوم في معقلهم التاريخي طور عبدين. كما يتواجدون في سيرت ،اورفا، قارس، اغري واردهان (على الحدود الارمنيه‌). إحصاءات التواجد الايزيدي في أرمينيا وجورجيا متغيرة لكنها تتناقص أيضا. ففي جورجيا انخفض العدد من 30,000 إلى أقل من 5,000 خلال التسعينات. إلا أن الأرقام في أرمينا تتميز باستقرار نسبي، فهناك حوالي 40,000 ايزيدي يعيش في أرمينيا. أغلب الايزيديين المهاجرين من جورجيا وأرمينيا أستقروا في روسيا حيث بلغ تعدادهم هناك 31,273 عام 2002.

وقد أدت هذه الهجرة الجماعية إلى إنشاء مجتمعات شتات كبيرة في الخارج. أكثر الهجرات كانت إلى ألمانيا، والتي يوجد فيها الآن أكثر من 40،000 ايزيدي. هاجر معظمهم من تركيا ومؤخرا من العراق، ويعيشون في الدول الغربية شمال الراين وستفاليا وساكسونيا السفلى. شهد المجتمع الايزيدي نموا كبيرا في السويد منذ 2008، حيث ارتفع العدد إلى حوالي 4،000 بحلول عام 2010، مع وجود مجتمع أصغر في هولندا وتعيش جماعات الشتات الأخرى في بلجيكا، الدنمارك، فرنسا، سويسرا، المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا وأستراليا؛ ومجموعهم في هذه الدولة كلها أقل من 5,000

النشأة

كان وما زال منشأ الديانة الإيزيدية محل جدلٍ واختلافٍ بين الباحثين والكتاب. فأنتجوا العديد من النظريات والآراء التي لاحقها التخبط والتناقض. ويعود سبب ذلك لعوامل عدةٍ: أولها حقيقة أن ما كُتب عنهم قديماً كان بأقلام غير الملمين عمليا بأحوالهم ومعتقداتهم ومن غير المتعايشين شخصياً مع الإيزيدية، واعتمادهم على المرويات من القصص والاستماع إلى الناس الذين يتناقلون الأساطير والحكايات عنهم بلا إسناد موثق. ثانياً هو انغلاق المجتمع الإيزيدي وخوفهم من الأجانب والغرباء نتيجة الحروب والاضطهاد الذي مورس ضدهم الأمر الذي جعلهم يُحيطون ديانتهم بهالة من السرية والغموض. يضاف إلى كل ما سبق عدم وجود أسسٍ مكتوبةٍ لهذه الديانة حيث يحتفظ رجال الدين بأصولهم الدينية بالحفظ الشفهي وبالتالي يكون العلم عندهم محفوظاً في الصدور لا على الورق.

كان الأيزيديين يُسمَّون في فتراتٍ تاريخية سابقة بالداسنية، بل ما زال المسيحيون في العراق يطلقون هذا الاسم عليهم بلغتهم القومية الكلدانية والسريانية. ثم بعد ظهور الشيخ عدي الهكاري اشتهروا بالصحبتية والعدوية والهكارية. ويبدو أن تسمية الأيزيدية أطلقت عليهم أيام سيطرة العثمانيين على كردستان والعراق.

حسب الميثولوجيا الإيزيدية فإن الشعب الإيزيدي ينحدر من سلالة خاصة تختلف عن بقية البشر، فهم أبناء آدم فقط وبقية البشر أبناء آدم وحواء، حيث تقول الرواية الإيزيدية أن آدم وحواء اختلفا حول عائدية النسل إلى أيٍّ منهما، فقررا وضع شهوتيهما في جرتين منفصلتين والإغلاق عليهما والانتظار لمدةٍ من الزمن، فتحت حواء جرتها فشاهدت فيها ديداناً وعفونةً بينما احتوت جرة آدم على طفلٍ حيٍ، فسموه شيث ابن الجرة، ثم أرسل الله لشيث حوريةً فتزوجها وأنجب منها النسل المعروف الآن بالإيزيدية. يرى الباحثون الإيزيديون أن ديانتهم قد انبثقت عن الديانة البابلية القديمة التي كانت قائمةً في بلاد ما بين نهرين. حيث يقول الكاتب الإيزيدي أمين جيجو: "أن الأركان والركائز الأساسية للديانة الإيزيدية تستمد من المعتقدات الدينية لبلاد ما بين النهرين وخصوصاً الديانة البابلية، والدين البابلي كما وصلنا في نصوص الألف الثالثة قبل الميلاد هو توليفةٌ من العوامل السومرية وعباداتٍ أخرى". حيث يربط الإزيديون ديانتهم مع الديانة المختصة بتبجيل الآلة نابو البابلي الذي كان يُعبد في مدينة بورسيبا (برس نمرود) حيث معبده الرئيس المسمى "إيزيدا".ويرون أن اسمهم قد أُقتبس من اسم هذا المعبد. وتعود عبادة الآلة نابو البابلية إلى حوالي 1800 قبل الميلاد على أقل تقديرٍ، حيث تشير المعلومات التاريخية إلى إعادة بناء المعبد وتجديده في حكم حمورابي. فأصبحت عبادة نابو منتشرة في بلاد آشور التي تشمل منطقة الشيخان والزابين والجزيرة، فأقيمت تماثيله في مزارات بنيت لهذا الغرض في نهاية القرن التاسع قبل الميلاد، لتبلغ حينئذ هذه العبادة أوجها، فنجد أن لنابو هيكلاً في كالح النمرود وهي لا تبعد عن لالش أكثر من 70 كيلومتر. كما كان هناك مذبح مكرس للإله نابو في قرية "شدوه" التابع لمدينة سنجار (كبرى معاقل الإيزيدية في الوقت الحاضر).

ومع سقوط بابل على يد الجيوش الأخمينية بقيادة كورش الكبير، التي قدمت محملة بعقائد دينية والآله تختلف عن تلك التي كان يقدسها البابليين. تعرض شعب إيزيدا للاضطهاد والقمع واضطر للفرار إلى المناطق النائية في شمال العراق الحالي لينجو بدينه من الأجانب الغزاة.

عدي بن مسافر

عدي بن مسافر هو الشخصية (البشرية) الأكثر محورية في الديانة الإيزيدية. فالإيزيديون يتناولون اسمه بعظيم التبجيل والاحترام ويعدون قبره أكثر المناطق تقديسا على وجه الأرض حيث يعتبرونه "مجدد" الديانة. ويعتبره عدد غير قليل من المؤرخين أصل الديانة الإيزيدية ومؤسسها. تكاد تتفق المصادر الإسلامية الكلاسيكية على أنّ أصل عدي بن مسافر يعود إلى بيت فار من بلاد بعلبك، وهو ينحدر من أصلٍ أمويٍّ كما أنه مسلمٌ من زهاد الصوفيين. لكن المصادر الإيزيدية تنفي هذا وتقول أنّ عدي كان إيزدياً كوردياً وكان أجداده في الهكاري وولادته في بعلبك وأنه عاد إلى لالش لإنقاذ أبناء جلدته.

في الميثولوجيا الإيزيدية طاووس ملك عظيم الملائكة قد تجسد في عدي بن مسافر، حيث يقول هو عن نفسه:

كنت حاضراً عندما كان أدم يعيش في الجنة، وكذلك عندما القى النمرود إبراهيم في النار، وكنت حاضراً عندما قال لي الله أنت الحاكم وأنت إله الأرض تروي القصص الإيزيدية أن والد الشيخ عدي الشيخ مسافر كان زاهداً صالحاً يسكن بيت فار من أعمال بعلبك من سهل البقاع، فسلك طريق المجاهدة والسياحة، وترك بيت فار وتنقل في بلاد هكاري، وفارق زوجته أربعين سنةً (معنى ذلك ترك زوجته وهو شاب) وبينما كان نائما في إحدى الليالي جاءه ملاكٌ يقول له: اذهب إلى زوجتك وواقعها فتحمل منك ولداً صالحاً. فغادر الشيخ مسافر مكان سكنه، وكان في مناطق الأيزيدية، فوصل منزله ليلاً. وقبل ذلك، رأت أم عدي نوراً يهبط من السماء ويدخل أحشائها ورأت قبةً بين جبلين يرتفع منها نورٌ وسمعت جبل المشرق ينادي جبل المغرب بأنه سيولد ولي الله الشيخ عدي وسيكون ذكره في المشرق والمغرب. وبعد أن جامعها زوجها، طلبت منه أن ينادي من فوق السطح بأعلى صوته بأنه جاء راكبا فرسته لكي تتخلص من ألسنة الناس لعلمهم بسفر زوجها في الليل.

طاووس ملك

طاووس ملك هو الشخصية المحورية والأكثر شهرةً في الديانة الإيزيدية. يعتقد الإيزيديون أن الله خلق من نوره سبعة ملائكة أوكل لها مهمة حكم الكون. وهم عزازيل (طاووس ملك)، ودردائيل (شيخ سن)، وإسرافيل (شيخ شمش)، وميكائيل (شيخ ابو بكر)، وعزرائيل (سجادين)، وشمنائيل (شيخ ناسر دين) ونورائيل (شيخ فخر دين). كبير هؤلاء الملائكة السبعة هو طاووس ملك.

تذكر الميثولوجيا الإيزيدية أن الله قد أمر كل الملائكة بأن يسجدوا لآدم، وكان القصد من وراء ذلك هو اختبار الملائكة، فقد كان الله قد أخذ عهداً من الملائكة السبعة بأن لا يسجدوا لغيره. فسجدوا كلهم إلا طاووس ملك، أبى ولم يسجد، وعندما سأله الله لماذا لم تكن من الساجدين؟ قال: عندما خلقتنا أمرتنا يا ربنا أن لا نسجد إلا لك، وأنا لم ولن أسجد لغير وجهك الكريم يا رب. هنا فاز طاووس ملك بالامتحان وقد كافئه الله بجعله أقرب المخلوقات إليه وأناط به حكم الكون.

هذه القصة شبيهة جداً بتلك الواردة في الميثولوجيا الإسلامية والمسيحية واليهودية، لذا فقد تم تعريف طاووس ملك من قبل غير الإيزيدية على أنه الشيطان نفسه. ومن هذا الأساس تم وصفهم بعبدة الشيطان. يرفض الإيزيدية هذا الوصف حيث أنهم لا يؤمنون بوجود كائن شرير مثل الشيطان يعمل على توريط البشر وإغواءهم وإنما يعتقدون أن الشر نابع من الإنسان نفسه. وأن طاووس ملك هو ملاكٌ قد خُلق من نور الله لذا فهو كائن خير وأي تشبيهٍ له مع الشيطان الوارد في الديانات الاخرى هو إهانةٌ لمقدساتهم.

قصة الخلق

في البداية وقبل خلق السماء والأرض كان الله "فوق البحار". وكانت هناك لؤلؤة بيضاء، رمى الله اللؤلؤ في البحر فانكسرت فتشظت منها الأرض والسماء والنجوم. خلق الله بعد ذلك طاووس ملك الذي تجسدت فيه قوة وحكمة الإله وجعله قادراً على معرفة رغبات وإرادة الله وتنفيذها وأناط به مهمة إكمال بناء الكون. ثم خلق بعد ذلك ستة ملائكة لتساعده في ذلك.

بدأت الأرض تهتز بطريقة عنيفة، فأرسل الله طاووس ملك لوقف هذا الاهتزاز. فهبط في لالش متخذاً شكل طاووس عظيم ذو سبع ألوان أساسية وثانوية، فوهب هذه الألوان للأرض بنباتتها وحيواناتها مكسباً إياهم الجمال.

صعد بعد ذلك طاووس ملك إلى جنة عدن، حيث التقى هناك بآدم. كان آدم في ذلك الوقت جسدا بلا روح ففجر طاووس ملك نفس الحياة فيه. ثم أدار آدم نحو الشمس وقال له أن هناك من خلق هذا وأن هناك شيء أكبر من الإنسان والشمس تجب عبادته. وعلمه الدعاء إلى الله ب72 لغة، وهذه اللغات هي ستتحول إلى لغات البشرية الاولى.

ثم تم خلق حواء، لكن قبل أن يتزوجا حدثت منافسة بينهم في من هو الذي يستطيع أن يؤتي لوحده نسلا أفضل من الاخر. فخزن آدم نسله في جرة مغلقة وفعلت حواء كذلك. بعد 9 أشهر فتحا جرتيهما فوجدت حواء أن جرتها قد امتلئت بالحشرات، بينما أنتجت جرة آدم طفلا وطفلة. كبر هذان الطفلان فيما بعد وتزوجا وهما يمثلان الأبوين الأولين للإيزيدية. وهكذا، فإن اليزيديين يعتبرون أنفسهم من نسل آدم ولكن ليس حواء.

التمثيل السياسي

أقر مجلس النواب العراقي في أغسطس 2012 بتأسيس ديوان "أوقاف الديانات المسيحية والإيزيدية والصابئة المندائية". ويمتلك اللإيزيديون مقعداً في مجلس النواب العراقي ومقعداً في مجلس محافظة نينوى ومجلس قضاء الموصل. ويمتلك الإيزيديون أيضاً نائباً في البرلمان الأوروبي.

المعتقدات الدينية

عتقد الإيزديون أن الله موجودٌ في كل شيءٍ، وهو الأساس والمخلوقات أجزاءٌ من الروح العليا، والجزء تابعٌ للكل؛ لذا فإن تقديسهم للظواهر الكونية كالشمس والنور والقمر مبنيٌّ على فكرة كون هذه الظواهر جزءٌ من الذات الإلهية وتجسيداً لقدرته الخارقة.

التوحيد: التوحيد من إحدى الأسس الثابتة في فلسفة الدين الإيزدي، لذا فإن الإيزديون لا يعتقدون بوجود الأرواح الشريرة والعفاريت والشياطين والأبالسة لأنهم يعتقدون أن الإقرار بوجود قوىً أخرى تُسيّر الإنسان يعني الثانوية وتبريرٌ لما يقوم به البشر من أفعال. لذا فإن الإنسان في العقيدة الإيزدية يمثل المسؤول عما يفعله وليس الجن أو الأرواح الشريرة، وأن الله هو كله خير أما الشر فيأتي أيضاً من بابه نتيجةٌ لأفعال البشر، لذا الصراع بين الخير والشر هو في الأساس صراعٌ بين النفس والعقل فإذا انتصر العقل على النفس نال الإنسان خيراً.

الصلاة: يُصلي الايزيدية خمس مراتٍ في اليوم، وهذه الصلوات هي: صلاة الفجر، صلاة الشروق، صلاة الظهر، صلاة العصر، صلاة الغروب. يواجه المصلون الشمس في جميع الصلوات ما عدا صلاة الظهر حيث يتوجهون إلى لالش.

الصوم : يصوم الإيزديون في السنة أكثر من مرة، والإيزدي مدعوٌ للصيام طول السنة فهو يمكن أن يصوم متى ما شاء، وهذا الصيام يكون خاصاً يرتبط برغبة الشخص ولكن هناك صومٌ عامٌ يسمى صوم (ايزي) (ئيزي) أي (صيام الله) لمدة ثلاثة أيام يصادف غالبا شهر كانون الأول الميلادي لأن الايزديين يتبعون التقويم الشرقي القديم (الكريكوري)، وفي هذه الأيام الثلاثة يصوم الإيزدي عن كل ملذات الدنيا وفي اليوم الرابع بعد الصيام يصادف العيد المسمى (رۆژيێت ئيزي). وهناك فترة صيامٍ تكون واجبةٌ على رجال الدين خاصةً، حيث تكون مدته ثمانون يوماً يصوم كل واحد منهم طول أربعانية الصيف وأربعانية الشتاء أيضاً صوماً تاماً.

القبلة: القبلة لدى الإيزديين هي الشمس باعتبارها أعظم ما خلقه الله حيث يتوجه الإيزدي أو الإيزدية نحو الشمس للدعاء التي تأخذ شكل الدعاء والمصلي عليه الاغتسال أولا ومن ثم الوقوف بخشوعٍ رافعاً يديه إلى السماء وهو حافي القدمين، وهذا يتكرر في اليوم ثلاثة مراتٍ عند الشروق وعند الغروب وكذلك في الليل قبل النوم، وتُتلى في كل مرةٍ تراتيلٌ وأدعيةٌ خاصةٌ تتميز بأسلوب أدبيٍ ولغويٍ قويٍ جداً أشبه بالشعر الموزون والمقفى.

التناسخ: تؤمن الإيزيدية بالتقمص والتناسخ، والتقمص يعني انتقال الروح من جسد المتوفى إلى جسدٍ آخرٍ حديث الولادة. ويعتقد الإيزيديون أن الروح أزليةٌ لا تموت ولا تتلاشى وإنما تنتقل بين الأجيال المتعاقبة.

تعميد المولود.

الزواج

يحرم الزواج بين الطبقات، حيث لا يجوز أن يتزوج شخصٌ من طبقة المريد من امراةٍ من طبقة الشيخ والعكس.

الكتب المقدسة

ما من شك ان للديانة الايزيدية كتب مقدسة وهما كتاب الجلوة ومصحف رش (تعني الكتاب الأسود بالعربية). ينسب البعض مصحف رش إلى عدي بن مسافر وينسب آخرون كتاب الجلوة إلى الشيخ حسن شمس الدين، حيث يقول ابن طولون الحنفي: "احتل الشيخ حسن ست سنوات لوضع كتاب الجلوة لاهل الخلوة".

تعددت القصص حول مصير هاذين الكتابين، فقد كانت هذه الكتب موجودة في مرقد عدي بن مسافر في لالش الا إنها تعرضت للتلف والحرق نتيجة الحملات العسكرية التي جردت ضد الايزيدية. وبالتالي فقد ضاعت النسخ الأصلية (وقد تكون الوحيدة) لهذين الكتابين.

في عامي 1911 و1913 تم نشر كتابين تحت اسمي "مصحف رش" و"كتاب الجلوة" يفترض بها أن تكون هي ذاتها كتب الايزيدية المقدسة. وبالحقيقة فإننا بالكاد نستطيع ان نسميهما بالكتابين فكتاب الجلوة المنشور مكون من 3 صفحات فقط ومصحف رش 7 صفحات. يرفض الايزدية هذين الكتابين ويعتبرون انهما قد كتبا من قبل غير ايزديين وبهدف الإساءة وتسخيف دينهم وتراثهم الفكري. يتفق عامة الباحثون الآن على عدم أصولية هذين الكتابين وانهما كتبا بالفعل من قبل الغير ايزيديين وبيعت إلى الباحثين الأجانب المهتمين بدراسة هذه الأديان من اجل تحقيق الربح المادي توافقا مع رواج بيع المخطوطات القديمة.

لالش

يقع في وادي لالش (والذي يعني وادي الصمت) المعبد الديني الرئيسي والوحيد للإيزيديين، وهو موجود في منطقة جبلية قرب عين سفني أو شخيان حوالي 60 كم شمال غرب مدينة الموصل حيث معبد لالش النوراني وقبر الشيخ عدي بن مسافر المقدس لدى أتباع الديانة كما إنها مقر المجلس الروحاني للديانة الإيزيدية في العالم.

يقع الوادي بين ثلاثة جبال ذات أشجار كثيفة تتخللها عيون من الماء. يحرص الإيزيديون على عبور حفاة الأقدام تعظيما لقدسية المكان. فضلا عن وجود مرقد عدي بن مسافر فالوادي يحتوي على مراقد العديد من الأولياء التي تظهر القباب المخروطية البيضاء شاخصة فوق قبورهم.

يعد معبد لالش من أقدم المعابد في كردستان العراق، حيث تُرجع بعض المصادر تاريخه إلى القرن الثالث قبل الميلاد. أمام باب المعبد ينبسط إيوان واسع بأرضية مفتوحة تم رصفها بالحجر الحلان وبمقاسات واحدة، والى اليمين موقع دكه (مثل المنبر) ثم إلى اليسار مقام بابا جاويش الذي يقوم بمقام الإرشاد الديني في المعبد. مدخل وإيوان المعبد تتوسطه سبعة أعمده مبنية من الحجر الجبلي وبارتفاع خمسة أمتار حيث يمثل كل عمود، واحدا من الملائكة السبعة، وليس بعيدا عن المدخل تقع عين ماء تسمى (بركة ناسر دين – احد اولياء الايزيدية).

يحج الإيزيديون مرة واحدة خلال حياتهم على الأقل إلى لالش حيث يستمر الحج سبعة أيام. أما الإيزيديون القاطنون في المنطقة فيقومون بحج سنوي خلال فصل الخريف من 23 أيلول وحتى الأول من تشرين الأول.

الهيكل التنظيمي

يرأس الجماعة الايزيدية أمير تعتبره الديانة ممثل طاووس ملك على الأرض ويقوم بتمثيل اتباع الطائفة في جميع المؤتمرات الوطنية والدولية. ينحدر هؤلاء الأمراء جميعا من عائلة واحدة تعرف بعائلة "العقيد". تقسم الديانة الايزيدية اتباعها وفق نظام معين من الطبقات، وضعت أسس هذه الطبقات من قبل عدي بن مسافر نفسه. هناك ثلاث طبقات رئيسية وهي كالتالي:

طبقة الشيخ: هي الطبقة الاكثر تبجيلاً، والتي ينحدر أعضاءها من الشيوخ الذين تجلت بهم الملائكة الستة.

طبقة البير: وتعني بالكردية "العجوز"، وينحدر أعضاءها من بير علاء وهو احد أصحاب عدي بن مسافر.

طبقة المريد: يمثلون غالبية الايزيديين، حيث ان كل من لا ينتمي لأحدى الطبقتين المذكورتان أعلاه فهو من طبقة المريد.

كما ينقسم الكهنة إلى أقسام تعتبر مهن يستطيع الايزيدي أن يختار التوظف بها. وهم ثلاث أنواع:

الفقير: وهو أعلى مستوى من الكهنة، ويجب أن لا يكون قد تلاعب بلحيته وشاربه بتاتا منذ ولادته.

القوال: وهم قارؤوا التواشيح الدينية الايزيدية. حيث يتناقلون حفظ التراث الديني ابا عن جد ويتواجدون بشكل رئيسي في مدن بعشيقة وبحزاني.

العرافين: وهم العاملون في معبد لالش، ويعتقد الايزيدية انهم يملكون قدرات روحية خاصة.

التقاليد

اللغة الإيزيدية

يمتلك الإيزيديون لغتهم الخاصة التي يرون إنها تفرعت من عائلة اللغة الرافدينية. ونتيجة للعديد من العوامل التاريخية والجغرافية التي أثرت على الموروث اللغوي والفكري للإيزيديين، اضمحلت اللغة تدريجيا حتى وصلت إلى مرحلة الغياب الكلي عن المجتمع. حيث لا يتحدث بهذه اللغة اليوم أحد.

تؤكد العديد من الدراسات أن الأبجدية الايزيدية هي أساس اللغة الكردية، يقول الدكتور صديق زاده بوركي: كان للأكراد لغة وأبجدية تسمى بالأبجدية الكردية الإيزيدية، وهي الأبجدية التي كتبت بها المنشورات الايزيدية القديمة وكتبهم المقدسة المصحف الأسود والجلوة.

ما زالت آثار هذه اللغة موجودة في العديد من المخطوطات والشواهد الأثرية. فنجد إحدى المخطوطات التي تعود لكتاب إيزيدي مقدس موجودة في متحف النمسا وقد كتبت باللغة الإيزيدية. كما أن اللغة الإيزيدية كانت منقوشة على جدران معبد لالش، حيث تقول أجاثا كريستي التي زارت المعبد:"عند مدخل الضريح بلالش منحوت في الصخر ومنقوشة على يمينه صورة مجسمة لثعبان وعلى جدران سور المدخل كتابات بلغة اليزيدية بدأت تفقد وضوحها بالنظر للتآكل والفعل الطبيعي للطقس مع عدم إدامتها". كما شاهد زهير كاظم عبود هذه الكتابات أيضاً فيقول:"بدأت كتابات أيزيدية قديمة منقوشة فوق جدار مدخل المعبد (لالش) تقع في الجهة اليمنى للداخل تتآكل وتبدو غير واضحة المعالم بفعل التأثيرات الجوية وصار من الصعب قراءتها لأنها مكتوبة بالكتابة الايزيدية القديمة التي تتشابه مع الكتابة العبرية".

حصل الفرنسي اتستانس ماريي كارم على كثير من منشورات الكتابين المقدسين، مصحف الأسود وكتاب الجلوة، مكتوبة باللغة الإيزيدية، تمكن كارم من الحصول على ٢٨ مخطوطة من مخطوطات الكتابين المقدسين من خلال شرائها سرا من رجال دين ايزيديين. وما زالت هذه المخطوطات محفوظة في المتاحف الغربية.

الأعياد

تعتمد الأعياد الايزيدية على التقويم الميلادي الشرقي، والذي يتخلف عن التقويم الميلادي الغربي ب(13) يوم. كما يعتمد هناك عيدين (القربان والمحيي) على التقويم الهجري. وهذه الأعياد هي: عيد رأس السنة أو (سري صالى) باللغة الكردية: ويكون في أول أربعاء من شهر نيسان. وتعود أصول هذا الاحتفال إلى العراقيين القدماء حيث كان يحتفل به الأكديين والبابليين والآشوريين بما كان يعرف بأكيتو. ومازال هذا العيد يحتفل فيه في الوقت الحاضر من قبل آشوريون/سريان/كلدان بما يسمى بخا بنيسان. عيد الميلاد (عيد بلندة): يقع في 25 من كانون الأول، وهو عيد ميلاد عدي بن مسافر.

عيد اربعانية الصيف: ومدته ثلاثة أيام تبتدأ من 11 تموز وتنتهي في 14 منه، يذهب فيه رجال الدين إلى مرقد عدي بن مسافر ثم يبتدئون صياما مدته أربعين يوم.

عيد القربان: يقع في أول يوم من أيام عيد الأضحى عند المسلمين. ويسمى أيضاً بعيد الحج. وفي هذا العيد يذهب رجال الدين إلى مرقد الشيخ عدي فيتضرعون بالدعاء ويقومون بإنشاد التراتيل الدينية. ويقول أن الله تعالى أمر إبراهيم الخليل في هذا اليوم أن يذبح ولده إسماعيل، ثم هيأ له كبش فداه به

عيد الجماعة: وهو عبارة عن سلسلة أحتفالات تستمر لمدة سبعة أيام واجبة على كل يزيدي ويزيدية، حيث يبدأ في الثالث والعشرين من شهر أيلول الشرقي وينتهي في الثلاثين منه.

عيد ئيزيد: ويكون في أول يوم جمعة من شهر كانون الأول الشرقي. وهو نهاية صيام ثلاثة ايام للايزيدين.

عيد خضر إلياس (خدر الياس): يقع هذا العيد في أول يوم خميس من شهر شباط الشرقي، وقد يصوم الايزيديون الايام الثلاثة التي تسبقه خصوصا أولئك الذين يحملون اسم خدر أو الياس.

عيد العجوة: يقع هذا العيد في اليوم السابع من شهر كانون الثاني الشرقي. أي بعد مرور اثنا عشر يوما على عيد ميلاد الشيخ عدي بن مسافر.

عيد اربعانية الشتاء: يسبق العيد صوما لمدة أربعون يوما ويقع هذا العيد في العشرين من كانون الثاني الشرقي.

عيد المحيى: يقع هذا العيد في ليلة النصف من شعبان. ويبقى الايزيديون ساهرين حتى الصباح فيه.

مراكز ثقافية إيزيدية

حاول الإيزديون مرارا وتكرارا إنشاء مراكز ثقافية تختص بتوعية الإيزيديين وتعريف العالم بديانتهم بالطريقة الصحيحة بعيدا عن الكثير من المرويات والقصص التي أثيرت حولهم ونالت من دينهم ومجتمعهم. فتصدى بضعه من الايزيديين لهذه المسؤولية ليكسر أربعة منهم (وهم م حيدر نزام وخدر سليمان وخليل جندي وممو فرمان)حاجز الصمت متحدين النظام السياسي القائم في بغداد والسلطة الدينية التقليدية للايزيديين وعملوا على التعريف بديانتهم من خلال النشر في صحف عربية وكردية، وتوج ذلك النشاط الثقافي بصدور أول كتاب بإسم ( ئيزدياتى لبه ر روشنايا هنده ك تيكستيت ئاينى ئيزديان).

لكن الإيزديين فشلوا بتأسيس مراكز ثقافية بسبب معارضة الحكومة العراقية (في عهد صدام حسين) لهذا المشروع. بعد الانتفاضة الشعبانية في اذار 1991 واستقلال المناطق الكردية عن السلطة المركزية في بغداد نجح الايزيديون بإنشاء أول مركز ثقافي لهم في مدينة دهوك تحت أسم "مركز لالش الثقافي والاجتماعي" وكان ذلك في 12/5/1993.

كان لمركز لالش العديد من الإنجازات منها تحرير مجلة لالش وهي مجلة فصلية تصدر بثلاث لغات (العربية الكردية والإنكليزية) مختصة بالتعريف بالايزيدية. كما يصدر جريدة "صوت لالش" الأسبوعية بالإضافة إلى العديد من الفعاليات الأخرى التي ينفذها منتسبي المركز البالغ عددهم 6000 شخص

أنار مركز لالش الطريق لإنشاء العديد من المؤسسات الثقافية الإيزيدية. فتم الإعلان عن تأسيس جمعية كانيا سبي الثقافية الاجتماعية في ألمانيا في الثاني من كانون الاول 2005. والتي أخذت على عاتقها التعريف بالديانة الايزيدية في العالم. وتم إنشاء العديد من الجمعيات الايزيدية ففي السويد لوحدها تم إنشاء عشر جمعيات انطوت تحت "اتحاد الجمعيات الايزيدية في السويد".

نجح مركز لالش أيضا في بناء منهاج دراسي لتعليم الديانة الإيزيدية في المدارس. حيث كان الإيزيديون يتلقون تعليهم الديني بصورة تقليدية في فترة الحكم الملكي للعراق حتى تم إيقافه عام 1963 مع تراس حزب البعث للسلطة. وبعد الانتفاضة الشعبانية أعد الكاتب الإيزيدي بير خدر سليمان كتابا مبسطا يشرح المبادئ البسيطة للديانة مكتوب بحروف لاتينية. وبالفعل تم اعتماد الكتاب كمنهج ايزيدي عام 1996 يدرس للصفوف الثلاثة الأولى في المدارس الابتدائية. وتم العمل به في المناطق الخاضعة لحكومة الإقليم الكردي. وقد احتاج مركز لالش سنتين لإعداد منهاج ديني كامل يدرس للطلاب من المراحل الابتدائية إلى الثانوية.

الفحوصات الجينية

من الناحية الجينية يعتبر الايزيديين مجموعة منفصلة عن الاكراد وينتمون إلى السلالة الجينية (J-M267) والسلالة الجينية J2 . يتبين انهم ذو صلة قرابة جينيا مع السوريين والسريان العراقيين.

آراء حول الإيزيدية

تعد اليزيدية حلقة شبه مفقودة في سلسلة الديانات الشرقية الهندوأرية القديمة، وقد اختلف الباحثون في تحديد نشأتها وظهورها وحركة تطورها التاريخي والمعرفي.كما اختلف الباحثون حول اصل وتسمية الإيزيدية، فهناك من يرجع أصلهم إلى الخليفة الأموي يزيد بن معاوية، وهناك من يرى بأنها تنتسب إلى يزيد بن أنيسة الخارجي، وآخر يقول بان تسميتها جاءت نسبة إلى مدينة يزد الإيرانية، وهناك من يرى بأن الآيزيدية إنما هي تطور للديانة الزرادشتية وآخرون يربطون بين الايزيدية والمثرائة. يؤكد أصحاب الرأيين الأول والثاني على أن الإيزيدية فرقة إسلامية منشقة بل والذهاب إلى أبعد من هذا وهو عروبة الإيزيدية. ويكفي أن نأتي برأي سعيد الديوه‌جي حول هذا الموضوع عندما يقول: "أن الايزيدية حركة سياسية خالصة، جعلت لها صبغة دينية تسير تحتها لتعيد الحكم إلى الامويين" وانهم يؤلهون يزيد بن معاوية ونسبوا إليه.. أما اصحاب الآراء الأخرى فيذهبون إلى أن الإيزيدية هي نتاج أفكار ومعتقدات قديمة، فهي مزيج من المانوية، الزردشتية، المسيحية والغنوصية ومعتقدات عراقية قديمة. ومن الآراء أن أصولهم آشورية بسبب وجود تماثيل ورموز في ديانتهم مشابهة لما هو موجود بالديانة الآشورية القديمة وحيث أن أماكن سكناهم الحالية كانت في السابق مكان عاصمة الآشوريين الأثرية نينوى.

نظرية الفرقة المنشقة عن الإسلام

تقول هذه النظرية أن الإيزيدية ليست الا فرقة إسلامية منشقة أو "ضالة" يعود تاريخها إلى أواخر القرن السابع الميلادي، وتنسبها إلى يزيد بن معاوية ثاني خلفاء الدولة الأموية. وأن الإيزيدية حركة سياسية خالصة، جعلت لها صبغة دينية تسير تحتها لتعيد الحكم إلى الأمويين. فيرون أن الإيزيدية كانوا مسلمين فنجد أن ابن تيمية يصفهم "بالمسلمين من أهل السنة" في رسالته إليهم. لكن بعد تولي شيخ حسن أمور هذه الفرقة عمد إلى الاختفاء ست سنوات ثم الخروج بكتاب "يخالف الإسلام" وهو كتاب الجلوة. وما هي إلا سنين حتى تحولوا إلى الدين الجديد الذي هم عليه اليوم.

بل ويذهب بعض الإسلاميين السنة إلى القول أن الشيعة هم سبب ظهور وتبلور الديانة اليزيدية، وذلك لأنهم كانوا يقومون بلعن وسب يزيد بن معاوية طول الوقت؛ الأمر الذي سبب لاتباع عدي بن مسافر رد فعل معاكس فحرموا اللعن وافرطوا في تقديس الشيطان ويزيد حتى جعلوهما إلهين

أشهر الشخصيات

الأمير تحسين بك هو من أشهر امراء اليزيدية حاليا.

الأمير “حسين بك الداسنى” زعيم الايزيدية الاشهر، الذي ساند السلطان العثماني سليمان القانوني في حملته لاستعادة بغداد من سيطرة الصفويين (1534م). فكافأه وجعله اميرا على امارة صوران واربيل ودهوك التي كانت تسمى ببلد داسن.

عرب شمو (عرب شاميلوف) (1897-1978) من كبار الروائيين الكرد له روايات عديدة اشهرها (قلعة دمدم) ولد في قارس (تركيا الحالية) والتجأ إلى أرمينيا ومات فيها. يعتبر أول كوردي سوفيتي يحصل على شهادة عالية وهو خريج معهد الاستشراق في موسكو (1924). وتعد روايته (قلعة دمدم) من أبرز الروايات في التاريخ الكردي والتي تحكي قصة القلعة التي حاصرها الشاه عباس الصفوي. كما ان لعرب شمو الدور الكبير في تطوير الابجدية الكردية حيث يقول عنه عبد الرزاق داغر الرشيد:"لم يكتف الرجل بوضع الأحرف بل وضع القواعد والنحو الخاصة باللغة الكوردية. وقد اصبحت قواعده وابجديته مثالا يتبع حتى يومنا الراهن".

برو شرقي من كبار المطربين الشعبيين الأكراد عاش ايام مجد إبراهيم باشا المللي الكردي ولد عام 1880 م في تركيا لكنه فر منها عام 1915 إلى سنجار، العراق بسبب اضطهاد الايزيدية هناك. تميز بأغانية التي تمجد البطولة والحب والوفاء والحنين إلى الوطن.

درويشي عفدي: من اهم الشخصيات المرتبطة بالفولكلور الكردي، تحكي قصة الشاب درويش ابن عفدو بن ملحم زعيم قبيلة الشرقيان الايزيدية الذي ولد في ولاية اورفة وذلك بحدود سنة 1772م. احب درويش "عدولة" المسلمة ابنة تمر باشا الملي رئيس اكبر العشائر الكردية في المنطقة. عندما علم تمر باشا بحب درويش لابنته حاول قتله لكنه فشل بذلك. مرت الأيام للتعرض قبيلة المللين لتهديد بهجوم من قبائل التركمان والجيس فوضع تمر باشا محاربة الغزاة وصد الهجوم مهرا لزواج ابنته عدولة فسارع درويش لقبول هذا المهر، وتحكي القصة كيف خرج درويش ومعه 11 شخص ليحارب 3700 مقاتل ليؤسس لاحدى اهم ملحميات العشق في التاريخ الكردي.

في ثقافات أخرى

تحت الحكم العثماني

في أوروپا

في المراجع اللاهوتية الغربية

في الأدب الغربي

في كتاب الرحالة وليم سيبروك "مغامرة في أرض العرب" في الفصل الرابع عشر من القسم الرابع قد خصص للايزيدية تحت أسم "بين اليزيدية". وقد وصفهم على انهم: "طائفة غامضة منتشرة في جميع أنحاء المشرق، وتتركز في شمال شبه الجزيرة العربية، يخشاها ويكرهها كل من المسلمين والمسيحيين، لأنهم عبدة الشيطان. وقد أسهب خلال 3 فصول بشرح المنطقة التي يعيشون بها أما الروائي الأمريكي هوارد فيليبس لافكرافت فقد ذكر في كتابه "الرعب في العقاف الأحمر": بعض القتلة الاجانب تم تعرفيهم على انهم ينتمون إلى "عشيرة اليزيدية عبدة الشيطان". تقول الكاتبة كايلا وليامز في مذكراتها عن خدمتها مع وحدة الاستخبارات في الفرقة المجوقلة 101 في الجيش الأمريكي في العراق خلال عامي 2003 و 2004: ان مجموعتها قد تمركزت في شمال العراق بالقرب من الحدود السورية في منطقة يسكنها "اليزيديين". وعلى الرغم من انهم يتكلمون الكردية، إلا انهم لا يعتبرون أنفسهم أكرادا. وقالت عن دينهم: أظن أن أصول دينهم قديمة جدا، ومتمحورة حول الملائكة. كما وصفت المزارات الايزيدية في قمم الجبال: إنها "بناء صخري صغير مع أشياء متدلية من السقف"، والتجاويف لوضع القرابين. وذكرت أن المسلمين المحليين يعتبرون اليزيدية عبدة الشيطان. جاء ذكر شخصية ايزيدية كاحد الابطال الخارقين في مجلة "Top 10" المختصة بقصص الابطال الخارقين الهزلية. تم وصف هذه الشخصية باللطيفة والمسالمة مع معرفة عريضة بالأديان والأساطير. وقد تم تصويره على انه شخصية محافظة شديد الالتزام بمادئ اخلاقة ويحظى بحياة عائلية مستقرة. هذه الشخصية متصلة بطاووس ملك الأمر الذي يجعله قوي بشكل لا يصدق وقادر على ضرب أضعف نقاط خصمه.

كما يلعب الايزيديون دورا رئيسيا في كتاب "أسرار سفر التكوين" (Genesis Secret) للكاتب البريكاني توم نوكس (حقق الكتاب درجة مبيعات دولية عالية ف 2006 ونُشر ب23 لغة). يتم تصوير الايزيديين في الكتاب على انهم حراس القدماء للموقع الجبلي المقدس كوبيكلي تبه والذي يعود زمن تاسيسه إلى 10 آلاف سنة قبل الميلاد.

علق توني لاغورانيس على سجين ايزيدي في كتابه "الخشية القاسية: رحلة محقق الجيش المظلمة في العراق" (Fear Up Harsh: An Army Interrogator's Dark Journey through Iraq): "هناك الكثير من الغموض الذي يحيط باليزيدية، والكثير من المعلومات المتناقضة. لكنني تعرفت إلى جانب من معتقداتهم: لا يوجد هناك شيطان عند اليزيدية. طاووس ملك، هو رئيس الملائكة، وهو مفضل عند الله، لم يطرد من الجنة كما حدث للشيطان. بل انه هبط إلى الأرض، وشهد المعاناة والألم في هذا العالم، وبكى. سقطت دموعه لآلاف السنين، على نيران الجحيم، فأطفأتها. إذا كان هناك شر في العالم، فانه لم يأتي من ملاك هبط من السماء او من نار الجحيم. الشر في هذا العالم هو من صنع الإنسان. ومع ذلك، يمكن للبشر، مثل طاووس ملك، ان يعيشوا في هذا العالم وان يبقوا اخيارا.

الاضطهاد من داعش

فرمانات الإبادة

تعرض الإيزيديون عبر التاريخ إلى 72 عملية إبادة استهدفتهم لأسباب دينية غالبا. تنوع قادة الحملات الإسلامية عبر السنين مع بقاء مضمون كل حملة ثابتا وهو القتل العشوائي وسبي النساء والاطفال وإحراق المزارع والمدن فوق رؤوس ساكينها. اقترنت الحملات بصدور فتاوى التكفير واستحلال القتل والسبي باسم الإسلام،فكانت من أهم الفتاوى التي أباحت قتل الايزيديين فتوى أحمد بن حنبل في القرن التاسع وأبي الليث السمرقندي والمسعودي والعمادي وعبد الله الربتكي المتوفي عام 1159.ولعل فتوى أبو سعود العمادي (وهو مفتي الدولة العثمانية في عهدي سليمان القانوني وسليم الثاني) أحد هذه الفتاوى، حيث قادت إلى سلسلة من الفتاوى التكفيرية بحق الايزيديين. أباح العمادي في فتواه قتل الإيزيديين وسبي نسائهم وذراريهم بعد أن وصفهم بأنهم "أشد كفرا من الكفار الأصليين" وعلل ذلك ببغضهم لإمام علي بن أبي طالب وأولاده الحسن والحسين.

تطلق الإيزيدية اسم "فرمان" كمرادف لعبارة "حملات الإبادة الجماعية". والفرمان كلمة تركية معناها "القرار"، إشارةً إلى القرار الذي كان يصدره السلاطين العثمانيون في إسطنبول تمهيدا لانطلاق حملة جديدة من الإبادة. كان الشعب الايزيدي في الغالب عاجزا عن مواجهة الحملات العسكرية المهددة له لضخامتها ولقلة عدد الإيزيديين. فكانوا يضطرون للاعتصام في رؤوس الجبال وظلمات الكهوف وأدى هذا بمرور الزمن إلى انتشار الأمية والتخلف بينهم، وإنهاك الشعب بحروب وكوارث اثرت على بنية الإنسان الإيزيدي وآدميته ودوره الحضاري والثقافي.

بدأت الحملات بأيام مير جعفر الداسني (أيام الخليفة العباسي المعتصم 224 هجرية) إلى حملات القرنين السادس والسابع عشر ومن ثم حملات ولاة بغداد العثمانيين: حملة حسن باشا 1715 ميلادية وحملة احمد باشا 1733 م وحملة سليمان باشا 1752 ومن ثم حملة نادر شاه الفارسي التي تواصلت للفترة من 1732-1743 ومن ثم حملات أمراء الموصل من الجليليين والحملة على إمارة الشيخان والحملات على ايزيدية جبل سنجار...ثم حملات الباشوات العثمانيين أولها يعود للعام 1560 م عند صدور فتوى مفتي الأستانة أبو السعود العمادي بقتلهم ومنها حملة علي باشا عام1802 م وحملة سليمان باشا الصغير 1809 م وحملة اينجه بيرقدار 1835 م وحملة رشيد باشا علم 1836 وحملة حافظ باشا 1837 م وحملة محمد شريف باشا 1844-1845 م وحملة محمد باشا كريدلي اوغلو 1845- 1846 م وحملة طيار باشا 1846-1847 وحملة أيوب بك 1891 وحملة الفريق عمر وهبي باشا 1892 م ومن ثم حملة بكر باشا 1894 م. وحملات أمراء رواندز حملة محمد باشا السوراني 1832-1834 م وحملة بدرخان بك 1844 م. والحملات خلال القرن العشرين وحتى اليوم منها تشريد الإيزيديين من قبل الأتراك الفتيان إبان مذابح الأرمن 1915 ومن ثم حملة إبراهيم باشا 1918 م وحملة سنة 1935 من قبل الجيش العراق الملكي ومن ثم حملات الأنفال في العراق خلال الفترة1963-2007 م

الفرمان 73

مع الانفلات الأمني الذي ساد العراق بعد إسقاط نظام صدام حسين وتغلغل القوى السلفية الجهادية في المناطق السنية من العراق وقيامها بحملات إرهابية دموية استهدف أبناء الديانات الأخري، دفع الايزيديون فاتورة ثقيلة من الاستهداف المتواصل لهم من قبل هذه الجماعات. حيث تعرض الايزيديون في 14 آب 2007 إلى ثاني أكبر هجوم إرهابي في العالم من حيث عدد القتلى. حيث قتل 800 شخص عندما اقتحمت شاحنات مملوءة بالتفجرات مجمع القحطانية السكني ليوقع هذا العدد المهول من القتلى بما صار يعرف بتفجيرات القحطانية.. اثر سقوط الموصل في حزيران 2014 بيد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، تعرضت المدن الايزيدية وعلى راسها سنجار لهجوم من قبل عناصر التنظيم الذين سرعان ما سيطروه عليه بعد انسحاب قوات البيشمركه.قتل المسلحون عدد كبير من الأشخاص واسروا اخرين بعد فرار الآلاف إلى جبل سنجار الحصين للنجاة من ايدي التنظيم. واعتبرت الأمم المتحدة أن أفعال التنظيم يمكن اعتبارها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وان الايزيديون تعرضوا لمحاولة إبادة. تسببت الحملة بمقتل 3 الالاف ايزيدي 5 الاف مختطف و400 ألف مشرد ومهجر في دهوك وأربيل وزاخو، فضلا عن وجود 1500 إمرأة تعرضت للاغتصاب الجماعي 1000 منهن يباعن بالسوق "كسبايا". بينما نشر تنظيم داعش فيديو يقولون فيه ان المئات من الايزيدية دخلوا الإسلام ويظهر مجموعة منهم تردد الشهادة وتصلي وهم محاطون برجال التنظيم. عقب هذه الاحداث قام الايزيديون في منطقة سنجار بتأسيس كتائب طاووس الملك واعلنوا في 28 آب عن انضمام 700 ايزيدي وايزيدية لهذه الكتائب المسلحة التي تتخذ من جبل سنجار معقلا لها وهدفها تحرير المناطق الايزيدية من سيطرة مسلحي تنظيم داعش.

مصدر

وصلات