تركمان العراق

تركمان العراق

تركمان العراق هي جماعة عرقية في العراق الذين هم أقارب لعرقية الأتراك. حيث يقيمون بشكل أساسى في شمال العراق في مدن كركوك وجلولاء والسعدية وسليمان بيك وامرلي وطوز خورماتو وكفري وتلعفر ذات الاغلبية التركمانية. ويشاركون في علاقات ثقافية ولغوية وثيقة مع تركيا.

تركمان العراق هم من سلالات من موجات مختلفة من الهجرة التركية لبلاد الرافدين يعود تاريخها إلى القرن 7 حتى الحكم العثماني. الموجة الأولى من الهجرة يعود إلى القرن 7 عندما تم تجنيد بعض من الجنود بلغ عددهم 1،000 تركمانى في جيوش المسلمين من عبيد الله بن زياد ولكن معظم نسل اليوم من هؤلاء المهاجرين الأوائل اختلطوا مع السكان العرب المحليين حيث اباءهم تركمان واماتهم عربيات. كانت الموجة الثانية من المهاجرين الأتراك من الدولة السلجوقية; وأخيرا، ظهرت الموجة الثالثة، وأكبر عدد من المهاجرين التركمان في العراق في عهد الإمبراطورية العثمانية. مع غزو العراق من قبل سليمان القانوني عام 1534، تليها محاصرة السلطان مراد الرابع لبغداد في عام 1638، و تدفق أعداد كبيرة من الأتراك استقروا في المنطقة

. وبالتالي، فإن جزء من تركمان العراق اليوم هم أحفاد الجنود العثمانية والتجار وموظفي الخدمة المدنية الذين نقلوا إلى العراق خلال فترة حكم الإمبراطورية العثمانية.

بعد إنشاء الجمهورية التركية في عام 1923، أراد تركمان العراق تركيا بضم ولاية الموصل و بالنسبة لهم لتصبح جزء موسع من الدولة. ولكن نظرا لنهاية النظام الملكي العثماني ، وجد تركمان العراق نفسهم تحت التمييز العنصرى المتزايد عن طريق سياسات الأنظمة المتعاقبة القمعية ، مثل مجزرة كركوك عام 1959 و عام 1979 عندما حزب البعث تمييز متزايد ضد المجتمع, عندما زاد التمييز العنصرى من حزب البعث ضد المجتمع. و على الرغم من أنها كانت معترف بها ككيان التأسيسية بالعراق ( جنبا إلى جنب مع العرب و الأكراد ) في دستور عام 1925،إلا إن تركمان العراق حرموا سابقا بهذا الوضع.حيث بلغ عددهم من 500،000 إلى أكثر من 3 ملايين، ومن المتفق عليه أن أتراك العراق هي ثالث أكبر جماعة عرقية في العراق.

وفقا لتعداد عام 1957، وهذا التعداد الأخير موثق و معترف به. كما أن التعدادات التى كانت سابقا تدل على انعكاسات سياسات التعريب الذى عمل به نظام البعث. حيث يشكل العرب أكبر عرقية تليها الأكراد (13٪) و تركمان العراق (9٪). يعيش تركمان العراق غالبيتهم في في شمال العراق، وخاصة في كركوك وجلولاء والسعدية وسليمان بيك وامرلي وكفري وتلعفر والموصل وأربيل وألتن كوبري وبغداد.

تاريخ قدومهم إلى المنطقة

ظهور الشعوب التركية في العراق بدأت لأول مرة في القرن السابع الميلادي عندما تم تجنيد حوالي 1،000 الأوغوز الأتراك في الجيوش المسلمين من عبيد الله بن زياد.ومع ذلك، كانت هناك هجرة واسعة من الأتراك الأوغوز نحو الأناضول التي كانت في نهاية القرن التاسع و التي تثبت وجود تركمان العراق بشكل كبير. واستمرت موجات متعاقبة من الهجرة في ظل حكم الأتراك السلاجقة الذي تولى مناصب المسؤوليات العسكرية والإدارية في الإمبراطورية السلجوقية. علاوة على ذلك، مع توسع الإمبراطورية العثمانية، حيث تم فتح العراق من قبل سليمان القانوني عام 1534، و تلاها استيلاء مراد الرابع لبغداد في عام 1638، مما أسفرت عن أكبر عدد من الهجرة التركية إلى شمال العراق.

في عهد السلاجقة(1055-1194)

الموجة الثانية من التركمان من نزوحهم على العراق كانوا من أتراك السلاجقة في عهد الإمبراطورية السلجوقية العظمى.حيث حدث هجرة واسعة النطاق للتركمان للعراق عام 1055 مع غزو سلطان طغرل بك، الحاكم الثاني من سلالة السلاجقة، الذى قام بإصلاح طريق الحج إلى مكة المكرمة.و على مدى 150 سنة، شكل الأتراك السلاجقة مجتمعات كبيرة من التركمان على طول الطرق الأكثر أهمية في شمال العراق، وخاصة تلعفر، اربيل، كركوك، ومندلي، والتي تُعرف الآن من قبل المجتمع الحديث بتركمن إيلى.

في عهد الدولة العثمانية(1534-1918)

الموجة الثالثة، وأكبر عدد من المهاجرين التركمان في العراق التى ظهرت في عهد الامبراطورية العثمانية.في النصف الأول من القرن السادس عشر العثمانيين قد بدأت توسعها في العراق. في 1534، في عهد سليمان القانوني، حيث كانت الموصل آمنة بما تكفى في الإمبراطورية العثمانية، وأصبح رئيس اقليم (إيالة) مسؤول عن جميع المناطق الإدارية الأخرى في المنطقة.كما شجع العثمانيون الهجرة من الأناضول وتوطين التركمان المهاجرين على طول شمال العراق، كما تم جلب علماء الدين أيضا لنشر المذهب السنى الحنفى.ومع وجود المخلصين من التركمان الذين يعيشون في تلك المنطقة، صار العثمانيون قادرين على الحفاظ على طريق آمن في الأقاليم الجنوبية من بلاد الرافدين.

و في أعقاب الغزو، اصبحت كركوك تحت السيطرة التركية، وكان يشار اليه باسم "Gökyurt" فمن هذه الفترة في التاريخ حيث طالب تركمان العراق الحاليين بضمهم مع الأناضول والدولة التركية. وبعد هزيمة الدولة الصفوية في 31 ديسمبر 1534، دخل سليمان بغداد وشرع في إعادة إعمار البنية التحتية المادية في المحافظة وأمر ببناء سد في كربلاء ومشاريع المياه الرئيسية في وحول المناطق الريفية في المدينة. كما تم تعيين المحافظ الجديد، فكانت المدينة مؤلفة من 1،000 جنود المشاة وآخر 1،000 من سلاح الفرسان.

ومع ذلك، اندلعت الحرب بعد 89 عاما من السلام وحوصرت المدينة وأُغيرت من قبل عباس الأول ملك بلاد فارس سنة 1624.و حكم الفرس المدينة حتى عام 1638 و تم استرداد المدينة بقيادة السلطان مراد الرابع بقوة عسكرية عثمانية كبيرة.و في عام 1639، تم التوقيع على معاهدة قصر شيرين التي أعطت الحكم للعثمانيون على العراق وانتهى الصراع العسكري بين الإمبراطوريتين.

وهكذا قد وصل عدد كبير من الأتراك مع جيش السلطان مراد الرابع عام 1638 بعد الاستيلاء على بغداد وبعضهم الآخر جاء فيما بعد مع شخصيات أخرى عثمانية بارزة.

العصر الحديث (1918 إلى الوقت الحاضر)

وعقب إنشاء الجمهورية التركية في عام 1923، أراد تركمان العراق تركيا بضم ولاية الموصل وبالنسبة لهم لتصبح جزءا موسعا من الدولة التركية.هذا لأن في ظل النظام الحكم العثماني، تمتع تركمان العراق بحياة خالية من المتاعب نسبيا كما في الفئات الإدارية والأعمال.ولكن نظرا لزوال النظام الملكي العثماني، شارك تركمان العراق في انتخابات الجمعية التأسيسية، وكان الغرض من هذه الانتخابات إضفاء الطابع الرسمي على معاهدة 1922 مع بريطانيا والحصول على دعم لصياغة الدستور وصدور 1923 لقانون الانتخابات.جعل تركمان العراق مشاركتهم في العملية الانتخابية مشروطة من حيث المحافظة على الطابع التركي في إدارة كركوك والاعتراف باللغة التركية كلغة رسمية. وعلى الرغم من أنهم كان معترف بها ككيان في التأسيسية بالعراق، جنبا إلى جنب مع العرب والأكراد، في دستور عام 1925، إلا انهم حُرموا آنذاك بهذا الوضع.

دراسة إحصائية للسكان

الإحصاءات الرسمية

يشكل تركمان العراق ثالث أكبر جماعة عرقية في العراق.ووفقا للإحصاء العراقي عام 1957 كان هناك 567،000 الأتراك من أصل يبلغ مجموع سكانها 6.3 مليون، مشكلة 9٪ من مجموع سكان العراق.ومع ذلك، نظرا للبيئة الغير ديمقراطية، كانت دائما التقليل من عددهم ومنذ فترة طويلة و هى نقطة نزاع. على سبيل المثال، في تعداد عام 1957، ادعت الحكومة العراقية الأولى التي كان هناك 136،800 الأتراك في العراق.ولكن، صدر تعديل الرقم إلى 567،000 بعد ثورة 1958 عندما اعترفت الحكومة العراقية أن عدد سكان تركمان العراق كان في الواقع أكثر من 400٪ من إجمالي العام السابق.

التعدادات اللاحقة، في عام 1967، 1977، 1987 و 1997، كل يعد غير موثوق به للغاية، وذلك بسبب الشكوك من التلاعب النظام.ينص تعداد عام 1997 أن هناك 600،000 تركمانى عراقى يبلغ تعدادها من 22٬017٬983 مشكلة 2.72٪ من مجموع سكان العراق، ولكن هذا التعداد يسمح فقط للإشارة إلى مواطنيها الذين ينتمون إلى أعراق واحد من الاثنين، عربية أو كردية، وهذا يعني حددت أن العديد من تركمان العراق أنفسهم كعرب (الأكراد أنها ليست جماعة عرقية مرغوب فيه في عهد عراق صدام حسين)، وبالتالي ادى إلى تشويه العدد الحقيقي لتركمان العراق.

عدد السكان المقدر

في الوقت الحالي تشير الأرقام الرقم التى أحصتها الجماعات الكردية والباحثين الغربيين هي أن التركمان العراقيين يشكلون 3-2٪ من سكان العراق، ما يقرب من 500،000-800،000;ومع ذلك، ليس كل الباحثين الغربيين تقبل هذا الرأي، على سبيل المثال، في عام 2004 اقترح Scott Taylor أن تركمان العراق تمثل ل2،080،000 من 25 مليون عدد سكان العراق في حين قد ذكر Patrick Clawson أن التركمان العراقيين يشكلون نحو 9٪ من مجموع السكان. وعلاوة على ذلك، فإن المنظمات الدولية مثل منظمة الأمم والشعوب غير الممثلة ذكرت أن المجتمع التركماني العراقي يمثل 3 ملايين نسمة أو 13٪ من سكان العراق. و قداعلن تركمان العراق أن مجموع سكانهم أكثر من 3 ملايين نسمة.وهم يعيشون بصورة رئيسية في منطقة تسمى توركمن إيلى، والتي تمتد من شمالى غربى البلاد إلى الشرق في وسط العراق.و يعتبرون كركوك هى العاصمة.

مناطق تركز التركمان

يمتد مناطق تركزهم من جلولاء والسعدية وكفري شرقا إلى وسليمان بيك وامرلي وطوز خورماتو إلى كركوك إلى تلعفر في الشمال الغربي قرب الموصل وايضا في بدرة و آل العزيزية في محافظة الكوت في منتصف شرق العراق.و اكثر اماكن تواجدهم في شمال العراق، في كركوك والموصل واربيل. وفى إحصاء عام 1957 حددت أن أولئك الذين لغتهم الأم اللغة "التركية" وصل إلى ما يقرب من 40٪ من السكان في مدينة كركوك، التي تشكل غالبية السكان. ومن ثم تعتبر كركوك قلب المجتمع التركماني العراقي. و ثاني أكبر مدينة تركمانية عراقية هي كانت تلعفر فهم يشكلون 95٪ من سكانها. وطبقا لمنظمة الأمم والشعوب غير الممثلة، يعيش ما لا يقل عن 100،000 تركمانى عراقى في السعدية وجلولاء وكفري ويعيش ما لا يقل عن 180،000 تركمانى عراقى حاليا في مدينة كركوك، وهناك أيضا ما لا يقل عن 250،000 يعيشون في اربيل، 300،000 في بغداد، 100،000 يعيشون في الموصل، و227،000 في منطقة تلعفر.و يشكلون أيضا جزءا كبيرا من سكان بدرة في محافظة الكوت.ومع ذلك، فإن المدن التركمانية هى اساس من محافظة ديالى وكفري إلا ان تم تكريدها.

الثقافة

اللغة

وتعتبر اللهجة التي تتحدث بها معظم التركمان العراقيين اشبه للأذرية الجنوب أو وسيطة بين الاناضول التركية، وعلى مقربة من لهجات ديار بكر وأورفا في جنوب شرق تركيا.العديد من التركمان العراقيين يتقنون لغتين أو ثلاث لغات، و تم اكتساب العربية من خلال وسائل الإعلام ومن خلال التعليم في المدرسة في حين تم اكتساب اللغة الكردية في أحيائهم عن طريق الجيران أو عن طريق الزواج.

وكانت أتراك الأناضول ظلت لهجتهم لها أهمية كبيرة بين تركمان العراق وأثرت تأثيرا تاريخيا عميقا على لهجتهم، لدرجة أن قواعد لغة تركمان العراق تختلف بشكل كبير عن تلك الأخرى من الأذريين.

وفقا للدستور عام 1925، سُمح باستخدام اللغة الأناضولية التركية في المدارس والمكاتب الحكومية ووسائل الإعلام. ظل النفوذ التركي الحديث قوي حتى أصبحت اللغة العربية هي اللغة الرسمية الجديدة في 1930، ودرجة ازدواج لسان التركمانية-التركية لا يزال يمكن ملاحظتها بين تركمان العراق.بدأ فرض قيود على اللغة التركية في عام 1972 واشتدت في ظل نظام صدام حسين.

و في الوقت الراهن، يُتم استخدام الأناضولية التركية كلغة رسمية مكتوبة. في عام 1997، اعتمد المجلس التركماني العراقي إعلان المبادئ، المادة الثالثة منها على ما يلي: «إن اللغة الرسمية المكتوبة من التركمان هو اللغة التركية، وأبجديتها هي الأبجدية اللاتينية الجديدة.»

لهجة تركمان العراق فإنها غالبا ما تسمى "التركمانية"، ولكن لا ينبغي الخلط بينه وبين اللغة التركمانية التي يتحدث بها في تركمانستان.

الديانة

الغالبية العظمى من المجتمع التركماني العراقي يعتنق الدين الإسلامى وتنقسم إلى قسمين: السنة (حوالي 50٪) والشيعة (حوالي 50٪).

الناحية الاجتماعية

فأن تأثير التركمان والأتراك، في الحياة الاجتماعية العراقية واضح وجلي، من خلال استخدام المفردات اللغوية التركية في اللهجة العامية، وتأثر الفلكلور التركماني بثقافة وتراث تلك الشعوب والتأثير بها وبالإضافة إلى العادات والتقاليد التركية التي أصبحت جزءً من الحياة اليومية في البلاد، وان معظم المأكولات والحلويات الذيذة تركية المنشأ والمواصفات والاسم.

شخصيات تركمانية

إحسان دغرمجي، طبيب أطفال، عضو الأكاديمية الفخرية والمنظمات البارزة مثل منظمة الصحة العالمية و اليونيسيف.

عبد الرحمن كيزيلاى، الملحن الشهير ومترجم الأغاني الشعبية كركوك.

عبد الوهاب بارغاش، والمعروف شعبيا باسم "هابا" مترجم مشهورة جدا من الأغاني العراقية الشمالية.

محمد علي أربيل، كوميدي تركي وممثل ومضيف برنامج حواري

رحا مختار، شخصية تلفزيونية تركية

حجرى ديدي, شاعر

سنان أربيل مغني

الأميرة فخر النساء زيد، رسامة تركية

العشائر التركمانية العربية

البيات: عبارة عن مجموعة عشائر تركمانية عربية كردية مختلطة كانت تسكن في منطقة البيات وكل من سكن فيها لقب البياتي استوطنوا في واسط ومندلي واطراف بغداد وعلى امتداد جبال حمرين. وقد خدم البيات الدولة العثمانية التي بسطت سلطتها على العراق واختلطوا بالعشائر العربية وتصاهروا واستعرب أكثر بيوتاتهم وظهر منهم شخصيات تأريخية وادبية وسياسية هامة. قره غول: عشيرة تركمانية نزحت من موطنها وسط الأناضول باتجاه العراق منتصف القرن الخامس عشر الميلادي لتستقر وسط العراق ضواحي بغداد مقر الوالي العثماني.

الدايني:عشيرة تركمانية ترجع بأصولها إلى المماليك الذين حكموا العراق قرابة (200) عام. سكن أجدادهم مناطق ديالى و الفرات الأوسط. أشهرهم السيد (علي الدايني) السياسي و المفكر الكبير أيام الحكم الملكي في العراق.

رناؤط:عشيرة تركمانية( البانية) سكنت في الخالص عام 1722

العسكري:عشيرة تركمانية ترجع بنسبها إلى جدهم الأكبر (محمد باشا) سكن ومن بعد أحفاده مدينة كركوك ليعرفوا بمرور الزمن بعائلة (العسكري) التركمانية ينتمي لها الفريق جعفر العسكري وزير الدفاع في أول حكومة وطنية في العراق عام 1921م و الفريق سليمان العسكري و اللواء تحسين العسكري.

الخالدي: يقال بأنهم من أحفاد القائد التركماني (خالد الشاطر) أكبر قادة الدولة الأموية إلى جانب الحجاج الثقفي و اليه يعود الفضل الأول و الأخير بأستيطانهم في (واسط) و ضواحيها قبالة بلاد فارس ويقال أنهم من أحفاد القائد التركماني (خالد بك بن كتخدا رستم) من قادة الحملة العثمانية لفتح النمسا عام (1690)م و العشيرة تعتبر فرع من قبيلة (بايندر) التركمانية أستقرت في ولاية (سيواس) التركية قبيل نزوحها إلى الشام و العراق. للعشيرة تواجد اليوم في مدن (الموصل – قزلرباط – الدموني).

المصدر