النجف

النجف سنة 1914
مدينة النجف أو النّجف الأشرف إحدى أبرز مدن العراق مركزها النجف، تقع إلى الجنوب الغربي للعاصمة بغداد, يبلغ عدد سكانها 1,221,248 نسمة حسب احصائيات 2011, تعتبر المدينة احد المدن المهمة في العراق وذلك كونها مرقد دفن رابع الخلافاء الراشدين علي ابن ابي طالب ومركزاً للحوزة العلمية الشيعية في العراق, يرجع تاري المدينة إلى العصر الجاهلي حيث كانت مركزاً للأديرة المسيحية وبعد ذلك اصبحت عاصمة الدولة الاسلامية في عهد علي ابن ابي طالب كانت المدينة تابعة للكوفة , يرجع اصل التسمية إلى المنجوف أي المكان الذي لايصل اليه المياه للمدينة قدسية عنده المسلمين وخاصة الشيعة كونها مرقد أول الائمة علي ابن ابي طالب ومرقد للنبيين هود وصالح ويوجد فيها مسجدي الكوفة والسهلة, يوجد في المدينة عدة معالم تاريخية واغلبها معالم اسلامية,اختيرت النجف لتكون عاصمة الثقافة الاسلامية سنة 2012.

يرجع أصل تسمية النجف إلى إن النجف معناه السد الذي يمنع سيل الماء أن يعلو الكوفة ومقابرها. فالنجف تسمّى ظهر الكوفة لعلوّها وهي عشرة كيلو مترات عن الكوفة وهناك قول اخر هو إن النجف كان ساحل بحر الملح المتصل بشط العرب، وكان يسمّى بحر "النيّ" ولما جفّ البحر قِيل: "النيّ جفّ" ثم لاحقاً دمجت الكلمتان وسقطت الياء فصار الاسم هو النجف.

ومن الأسماء التاريخية للنجف، بانقيا، ظهر الكوفة، الغري، المشهد، الربوة، الطور، وادي السلام، والجودي، وهو الجبل المذكور في القرآن الذي استوت عليه سفينة نوح، وإن كان البعض يعتقد أن الجبل المذكور يقع في أرمينيا. ويعتقد الشيعة أن آدم، أبا البشر، والنبي نوح، مدفونان في نفس القبر الذي دفن فيه علي ابن ابي طالب، وأن النبيين هود وصالح مدفونان في النجف في مقبرة وادي السلام، التي تعد أكبر مقبرة في العالم وأدرجت ضمن قائمة التراث العالمي، إذ تحتوي على نحو ستة ملايين قبر. وتذكر بعض الروايات الشيعية إن سفينة نوح بعد الطوفان رست في مدينة الكوفة، التي تبعد عن النجف نحو عشرة كيلو مترات، وهناك شاهد في مسجد الكوفة حيث يعتقد بأنه مكان رسو السفينة التي حفرت حفرة في المكان. وبعد ظهور قبر علي ابن ابي طالب في النجف في القرن الثامن ميلادي، اتسع نطاق العمران في المدينة الصحراوية، حتى أصبحت مدينة عامرة. وفي عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد في القرن العاشر ميلادي أقيمت أول عمارة لقبر علي ابن ابي طالب، ثم قام الملك البويهي الشيعي، عضد الدولة، في أواخر القرن نفسه بصرف أموال طائلة لتشييد مقام جميل للقبر.

تاريخ المدينة

النجف قديما

كانت هذه المنطقة في العهد الجاهلي متنـزهاً لملوك الحيرة اللخميين.. وأنّها كانت مكانا تعمره الأديرة المسيحية التي يقوم على شؤونها القسيس والرهبان ، ومنها:ـ الأكيراح، والغريان، ودير الحريق، ودير الاسكون، ودير حنة، ودير ابن مزعوق، ودير مارت مريم، ودير حنة الكبير، ودير هند الصغرى، ودير هند الكبرى، ودير اللج ، ودير بني علقمة أو دير علقمة، ودير حنظلة، وديارات الأساقف، وقبة الشنيق، ودير عبدالمسيح، ودير العذارى، ... وقد تم مؤخرا الكشف عن الكثير من آثار هذه الأديرة ومقابرها وتعيين شيء من مواقعها ...

أشهر القصور المحيطة بالنجف

قصر العذيب والصنبر، والقصر الأبيض، وقصر الزوراء أو الزوراء، وقصر العدسيين ، وقصر ابن مازن، وقصر الطين وقصر بني بقيلة، وقصر مقاتل أو قصر بني مقاتل، والقصور الحمر، وقصردومة الحيرة...

النجف الاشرف بعد بعثة النبي المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم):

مرت على هذه المنطقة بعد مجيء الاسلام أحداثا تاريخية كثيرة منها :

في سنة 12هـ نزل النجف خالد بن الوليد بعد فتح اليمامة يريد الحيرة فتحصّن منه أهلها بالقصر الأبيض ، وقد حدثت فيها واقعة البويب..

وفي سنة 14هـ كانت النجف ساحة حرب يتبادل النـزال فيها المسلمون والفرس وفي منطقة (بانقيا) أحد أسمائها أخذت أوّل جزية في الإسلام من الفرس .

وفي سنة 36 هج نزل الإمام عليّ أمير المؤمنين(عليه السلام) الكوفة ، واتخذها عاصمة لخلافته ، واصبح ظهر الكوفة (الثوية) مقبرة للمسلمين في الكوفة ، وفيهم عدد كبير من الصحابة والتابعين.. كالصحابي خبّاب بن الأرت الذي صلّى عليه الإمام عليّ عليه السلام وذلك في سنة 37 هـ

وفي سنة 40هـ اغتيل الإمام عليّ عليه السلام في محرابه في مسجد الكوفة في الليلة التاسعة عشر من شهر رمضان . قبل يوم استشهاده في اليوم الثالث أوصى أن يدفن في قبر أعدّه له نبي الله نوح (عليه السلام) واشترى ما حوله في ظهر الكوفة يقع بعد الثوية لمن يأتي من جهة الكوفة ، ووراء القائم قريبا من النجف يسرة عن الغري يمنة عن الحيرة بين الذكوات البيض قريبا من قبري هود وصالح جوار قبري آدم ونوح .

قام الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) مع عدد من مخلصي أصحابهم زيارة القبر الشريف، وتعهده سرّاً والحديث عنه كذلك، وتحبيب زيارته. فقد زاره بعد ذلك الإمامان الحسن والحسين (عليهما السلام) والإمام عليّ بن الحسين زين العابدين مع ولده محمّد الباقر (عليهما السلام)، وانشأ عنده الزيارة المعروفة بـ(أمين الله) وزاره الإمام محمّد الباقر (عليه السلام)، مرّة أخرى مع ولده الصادق (عليه السلام) وزاره زيد بن عليّ مع أبي حمزة الثمالي وأبي قرة من أصحابه وحين استقدم المنصور الإمام الصادق (عليه السلام) إلى الحيرة زاره عدّة مرات يصحبه في كلّ مرّة بعض أصحابه وأعطى في أحدها نقوداً لصفوان الجمال لإصلاح القبر، وممّن زاره مع الإمام (عليه السلام) ولده إسماعيل ومن أصحابه أبان بن تغلب، ومحمّد بن مسلم، وصفوان الجمّال، ومحمّد بن معروف الهلالي، وسليمان بن خالد، وأبو الفرج السندي، والمعلى بن خنيس، وزيد بن طلحة، وعبد الله الرضوي، والمفضل بن عمر، ويونس بن ظبيان، وزاره الإمام الكاظم سنة (149هـ)، الإمام عليّ الرضا سنة (199هـ)، ومحمّد الجواد سنه (221هـ)، وعليّ الهادي (234هـ) (ع)، وانشأ بعضهم زيارات خاصة عند القبر الشريف، ليزور بها أصحابهم (ع) إذا قصدوا المرقد وهي مدونة مسنده إليهم في كتب الزيارات. وحين علم ابو جعفر الدوانيقي أنّ الإمام الصادق (عليه السلام) وعدداً من أصحابه يوالون زيارة القبر، وكان كغيره من عامّة الناس يجهل موضعه أراد أن يتأكد من ذلك بنفسه فذهب منفرداً مع بعض خاصته وخَدمه وأمره أن يحفر في المكان المحدد للقبر،وذكروا: إنّ داود بن عليّ أيضاً فعل ذلك فشاهد كرامة باهرة أخافته فأمر ببناء القبر وصنع صندوقاً وضعه عليه. وفي عهد هارون العباسي ـ وقد خرج للصيد في هذه المنطقة ـ كرامة حملته على أنّ يقيم على القبر قبةً بيضاءً، وصنع على رأسها جرة خضراء، وكان ذلك سنة (170هـ)،وممّن زار قبر الإمام (عليه السلام) في تلك الفترة عيسى بن جعفر. ومن الخلفاء زاره المقتفي والناصر، وأطلق عنده صلاتٍ وأموالاً، وزاره المستنصر وعدد لا يحصى من العلماء والسلاطين والشعراء والأعيان.

ـ في نهاية القرن الثاني بدأ بعض الشيعة يسكنون عنده، ويدفنون أمواتهم حوله، ولم ينته القرن الثالث حتّى أصبحت النجف مدينة صغيرة، فقد ذكروا: أنّ محمّد بن زيد العلوي ـ صاحب طبرستان المتوفّى سنة (278 هـ) ـ بنى زمن المعتضد على القبر الشريف طاقاً للفقهاء والقرّاء والفقراء

ـ في سنة (338هـ)، أقام عضد الدولة البويهي المتوفّى سنة (372 هـ) عمارة كبيرة وقبة أعظم وأفخم من القبة السابقة، وشيّد أوّل سور يحيط بمدينة المشهد (النجف) كلّها. ويبدو: أنّ هذه القبة هي القبة التي ذكرها الحسين بن الحجّاج المتوفّى سنة (491هـ) في مخاطبته للإمام قائلاً:

يا صاحب القبة البيضاء في النجف ***من زار قبرك واستشفى لديك شفي

زوروا أبا حسنٍ الهادي لعلّكم ***تحضون بالأجر والإقبال والزلــفِ.

وكان عدد السكان من العلويين فقط ألف وسبعمائة علوي.

وقد أعطي لهذه الأسوار ـ في تاريخ المدينة ـ اهتماماً بالغاً، ففي سنة (400 هـ)، قام أبو محمّد الحسن بن سهلان الوزير البويهي السور الثاني حول مدينة المشهد (النجف) لكنهم لم يشيروا إلى أنّه أحدث في العمارة المقامة على المرقد الشريف أو القبة المباركة التي شيدها عضد الدولة تغييراً. فقد ظلّت قائمة حتّى زمن الخليفة الناصر العباسي الذي قام بين (550 هـ ـ 556هـ) بأعمال عمرانية واسعة، وأصلح جوانب من المشهد العلوي الشريف. ازدهرت النجف في القرن الخامس وما بعده حتّى منتصف القرن التاسع ازدهاراً عظيماً و أصبحت مرموقة من الناحية العمرانية والتجارية، وورثت الكوفة مكانة علمية وسكاناً، فقد هاجر إليها الكثير من أهلها ـ بخاصة طلاب العلم فيها ـ فراراً من هجمات الخوارج وغزو القبائل وملاحقة الحكام؛ فلاذوا بأسوار المشهد (النجف) الحصينة، وبحرمة الإمام عليّ (عليه السلام)

ـ زار ابن بطوطة المتوفّى سنة (779هـ) في رحلة المدينة التي أكملها سنة (756 هـ) ووصفه لها وللمرقد المقدّس والمدارس الدينية حوله.

ـ في سنة (760 هـ) حدث حريق في المشهد فأُصلح وجدد، ولم يذكر شخص معين أو جهة معروفة قيامها بهذا العمل، والظاهر أنّه كان عملاً جماعياً.

ـ في نهاية القرنين السابع والثامن الهجريين وفي عهد السلطتين الالخانية والجلائرية في العراق تطورت النجف من حيث العمران وازدحام السكان وإنشاء دور العلم.

ـ قام عليّ بن محمّد المشعشعي المقتول في بهبهان سنة (861 هـ) بهجوم على النجف في حدود سنة (858 هـ)، وقتله الكثير من أهلها، ونهبه للمشهد الشريف، وجعله ديواناً له ومطبخاً، ومكثه فيها ستة أشهر يعيث فساداً..

ـ حين استولى الشاه إسماعيل الأوّل الصفوي المتوفّى سنة (930هـ) مقاليد بغداد سارع إلى زيارة النجف، واعتنى بشؤونها وأصلح نهراً بقربها عرف بـ(نهر الشاه) كان يجري من الفرات بقناة خاصة تحت الأرض، فأنهى بذلك مشكلة شحة المياه، وانتعشت النجف في زمنه وبعده بعقدين...

ـ عانت النجف في القرنين العاشر والحادي عشر من وقوع عدّة طواعين وأوبئة شديدة الوطأة، وكابدت من آثار الحروب الطاحنة بين الصفويين والعثمانيين، وآذتها شحت المياه في فترات طويلة، وأرهقتها غارات رؤساء بعض القبائل، مما حمل أكثر أهلها على الهجرة عنها حتّى أن الرحالة البرتغالي (تكسيرا) الذي زارها سنة (1013هـ) قال: ((إنّ بيوتها لا تزيد على الستمائة بيت بعد أن كانت تزيد على ستة آلاف أو سبعة آلاف بيت مبنية بإتقان)).

ـ حاصر الروم النجف سنة (1032 هـ) أيام السلطان سليم العثماني، مما حمل بعض ملوك الهند ـ بعد ذلك ـ أن يبنوا حول النجف سنة (1039هـ) سوراً جديداً محكماً هو السور الثالث.

ـ ظلت الحوزة في أحلك هذه الظروف مستمرة، ومرابطة برز بها أعلام، ومن هؤلاء: السيّد حسن بن حمزة الموسوي الذي كان حياً في سنة (862هـ)، والشيخ إبراهيم الكفعمي المتوفّى سنة (900هـ)، والشيخ عليّ الكركي المحقق الثاني المتوفّى سنة (940 هـ)، صاحب جامع المقاصد. والشيخ أحمد الأردبيلي المتوفّى سنة (993هـ)، صاحب زبدة البيان. والأمير السيّد عليّ بن حجّة الشولستاني المتوفّى سنة (1060هـ)، صاحب توضيح المقال. والشيخ أحمد الجزائري المتوفّى سنة (1150هـ)، صاحب قلائد الدرر. ولذلك فإنّ انتقال الحركة العلمية عن النجف لا يعني عدمها منها، وإنّما يعني ضعفها وقيام المرجعية في غيرها كـ: قم ومشهد وأصفهان والحلة وكربلاء.

ـ ذكر الرحّالة سيدي علي التركي في كتابه (مرآة الممالك) أنّه زار سنة 961 هـ آدم ونوحاً وشمعون عليهم السّلام في النجف، بعد ما زار الإمام المرتضى عليه السّلام.

ـ في مطلع القرن الثالث عشر عادت المرجعية الدينية إلى النجف بعد أن قامت في الحلة زمناً طويلاً، ثّم في كربلاء أثناء وجود الشيخ الوحيد البهبهاني المتوفّى سنة (1205هـ)، ورغم أنّها استمرت بعده ممثلة بتلميذه (صاحب الرياض) المتوفّى سنة (1216هـ)؛ فإنّ النجف كانت تنافسها بتلميذيه البارزين المرجعين السيّد مهدي بحر العلوم المتوفّى سنة (1212هـ)، والشيخ جعفر كاشف الغطاء المتوفّى سنة (1228هـ). وفي عهدهما نشطت الحركة العلمية والأدبية في النجف ، وقد عدّوا الشعراء في ذلك العهد في النجف فكانوا مائتي شاعر، وازدهرت الحياة في المدينة بصورة عامة، وعادة تعج بالوافدين والزائرين.. لكنها تعرضت في الأعوام (1216هـ، و1221 هـ، و1226هـ) إلى هجمات وحشية ـ في سنة (1325 هـ / 1908 م) أنشأت شركة أهلية، سكة الحديد (ترامواي) لعربات تجرها الخيول (تراموي) تربط النجف بالكوفة، وظلت قائمة حتىّ (1365هـ/ 1948م)، فرفعت بعد أن كثرت السيارات اللازمة للنقل.

ـ في سنة (1348 هـ / 1929 م) ربطت النجف بالكوفة بأنابيب نصبت لها مضخات تدفع المياه فيها بعد أن كانت المدينة تعتمد على حفر الترع والنهيرات لإيصال الماء من نهر الفرات البعيد عن المدينة.

ـ في سنة( 1350 هـ / 1931 م) فتحت الحكومة المحلية على عهد القائم مـقام السيد جعفر حمندي خمسة أبواب في سور المدينة وخططت الساحة الكبيرة في جنوبها، وقام التجار وأهالي المدينة بإقامة القصور والدور والمقاهي والحدائق والحوانيت. انشأت السلطات الاميرية في المدينة المدارس والحدائق والمنتزهات المختلفة ومستشفىً واسعاً، سميت هذه المحلة الجديدة بـ(الغازية) نسبة إلى اسم الملك غازي.

ـ في سنة 1948 م رفعت سكة الحديد (ترامواي) بعد أن تيسرت السيارات اللازمة للتنقل بين النجف والكوفة وعُبّد الطريق بينهما.

موقع النجف

مرقد الامام علي (ع)

تقع مدينة النجف على حافة الهضبة الصحراوية الغربية من العراق جنوب غرب بغداد على بعد 160كم .. على خط طول44 درجة و 19دقيقة ، وعلى خط عرض 31 درجة و 59 دقيقة، وترتفع فوق مستوى سطح البحر بـ 70م يحدّ مدينة النجف من الغرب منخفض بحر النجف متصلاً بناحية الشبكة وبالحدود السعودية ومن الجنوب والجنوب الغربي مدينتا الحيرة وأبي صخير على بعد 18كم ومن الشرق الكوفة ، وتبعد مسجدها (المركز) بـ 10كم … ويحدّها من الشمال ناحية الحيدرية (خان الحماد) على بعد 30كم وتبلغ مساحة مدينة النجف 1328كم أمّا حدودها الإدارية كمحافظة فهي كالتالي :

من الغرب والشمال الغربي المملكة العربية السعودية ومحافظة الأنبار ومن الشمال الشرقي محافظة كربلاء وبين الشرق والجنوب الشرقي محافظتا بابل والقادسية .

التوسعة والاعمار

سنة(170 هـ) وبعد ظهور قبر الإمام علي ابن أبي طالب تمصرت النجف واتسع نطاق العمران فيها، وتوالت عليها عمليات الاعمار شيئا فشيئا حتى أصبحت مدينة عامرة، وقد مرت عمارتها بثلاثة اطوار هي: الأول: طور عمارة عضد الدولة البويهي الذي امتد من سنة (338 هـ) إلى القرن التاسع الهجري، وهو يمثل عنفوان ازدهار مدينة النجف، حيث شيد أول سور يحيط بالمدينة، ثم بنى أبو محمد بن سهلان الوزير البويهي سنة 400 هـ السور الثاني للمدينة. الثاني: الطور الذي يقع بين القرن التاسع واواسط القرن الثالث عشر الهجريين، حيث أصبح عمرانها قديماً وذهبت نضارتها بسبب الحروب بين الاتراك والفرس. الثالث: وهو العهد الأخير الذي يبدا من اواسط القرن الثالث عشر الهجري، وفيه عاد إلى النجف نضارتها وازدهر العمران فيها، وحدثت فيها الكثير من التغيرات العمرانية والثقافية والخدمية، بعد أن كانت قضاء تابعاً لمحافظة كربلاء. ـ بين سنتي (550 هـ و656 هـ) اعتنى الخليفة الناصر لدين الله العباسي عناية فائقة بالمدينة، شملت اعمال عمران واسعة وترميم المشهد العلوي فيها. ـ في سنة (1226 / هـ / 1810 م) أمر الصدر الاعظم نظام الدولة محمد حسين خان العلاف (و زير فتح علي شاه القاجاري) بتشييد أضخم وأقوى سور للمدينة بعد أن تكررت هجمات غزاة نجد من الوهابيين على المشاهد المقدسة. ـ في نهاية القرنين السابع والثامن الهجريين وفي عهد السلطتين الالخانية والجلائرية في العراق تطورت النجف من حيث العمران وازدحام السكان وإنشاء دور العلم. ـ سنة (1325 هـ / 1908 م) أنشأت شركة أهلية، سكة الحديد (ترامواي) تربط المدينة بالكوفة. ـ سنة (1348 هـ / 1929 م) ربطت النجف بالكوفة بأنابيب نصبت لها مضخات تدفع المياه فيها بعد أن كانت المدينة تعتمد على حفر الترع والنهيرات لإيصال الماء من نهر الفرات البعيد عن المدينة. ـ سنة 1350 هـ / 1931 م) فتحت الحكومة المحلية على عهد القائم مـقام السيد جعفر حمندي خمسة أبواب في سور المدينة وخططت الساحة الكبيرة في جنوبها، وقام التجار وأهالي المدينة بإقامة القصور والدور والمقاهي والحدائق والحوانيت. ـ انشأت السلطات الاميرية في المدينة المدارس والحدائق والمنتزهات المختلفة ومستشفىً واسعاً، سميت هذه المحلة الجديدة بـ(الغازية) نسبة إلى اسم الملك غازي. ـ سنة 1948 م رفعت سكة الحديد (ترامواي) بعد أن تيسرت السيارات اللازمة للتنقل بين النجف والكوفة وعُبّد الطريق بينهما. السكان غلب سكان النجف من المهاجرين، فبعضهم هاجر إليها من أطرافها ونواحيها، بينما تسكن فيها كذلك عوائل من أصول غير عراقية من إيرانيين وهنود وباكستانيين وأفغان، وفي فترة الثمانينيات هاجر إليها الكثير من أبناء المحافظات الجنوبية الذين تضرروا بسبب الحرب العراقية الإيرانية كالبصرة والعمارة والناصرية.

الديانة

يدين كل أو أغلبية السكان بالدين الإسلامي حسب المذهب الشيعي الاثني عشري وذلك لوجود مرقد الامام علي فيها الإمام الأول لدى الشيعة

معالم المدينة

محلاتها النجف القديمة

كانت النجف حتىّ العام (1350هـ/1931م) تعيش داخل السور، وكانت تتألف من أربع محلات أو أحياء هي:

محلة العلا : وتقع في الزاوية الجنوبية الشرقية من مرقد الامام علي وتسمى اليوم محلة المشراق

محلة العمارة : وتقع شمال محلة العلا في الزاوية الشمالية الشرقية من الروضة الحيدرية وهي أكبر محلات النجف القديمة.

محلة الحويش : وتقع غرب محلة العمارة، وتطل على الزاوية الشمالية الغربية من الروضة الحيدرية.

محلة البراق : تقع جنوب محلة الحويش وهي أحدث محلات النجف وتلفظ باللهجة العامية البراك

ـ في سنة (1350هـ) فتحت الإدارة المحلية (القائمقامية) خمسة أبواب في سور المدينة، وخططت لأحياء جديدة خلف السور، فقامت محلة الجديدة الأُولى حتّى شارع المدينة، ثم الجديدة الثانية.

ـ في سنة (1959م) خطط لأحياء جديدة كـ: حي السعد، وحي الحنانة، وتتابع التوسع حتّى بلغ ذروته في الأعوام ما بين: (1980 ـ 1988)، ومن هذه الأحياء: حي الجديدة الأُولى، وحي الجديدة الثانية، وحي المخضر، وحي المثنى، وحي جمال عبد الناصر، وحي الأمير، وحي الزهراء، وحي القادسية، وحي المرحلين، وحي الجامعة، وحي النفط، وحي الضباط، وحي الأطباء، وحي الهندية، وحي العسكري، وحي النصر، وحي الصحّة، وحي الكرامة، وحي الغدير، وحي العدل، وحي الأنصار، وحي الحوراء زينب، وحي الشرطة، وحي حنون، وحي الصناعي، وحي الجزيرة، وأحياء أُخرى ناشئة حديثاً.

من شوارعها

شارع المدينة، وشارع الرسول، وشارع الامام زين العابدين ،وشارع الامام الصادق، وشارع الكوفة، وشارع شرحبيل بن حسنه وشارع الخورنق وشارع السدير وشارع الطوسي وشارع أبو صخير وشارع السيد جواد شبر وشارع مصطفى جمال الدين وشارع السيد مهدي بحر العلوم وشارع الأمامين العسكريين...

من مراقدها ومقاماتها

مرقد امير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب أو الروضة الحيدرية ويعتبر تاج المدينة وقلبها وروحها وواجهتها ، ومرقد نبي الله نوح ومرقد نبي الله ادم ، مرقد نبي الله هود، ومرقد نبي الله صالح ، و مقام الامام زين العابدين، ومقام الامام المهدي، ومقام محمد بن الحنفية، ومقام رقية بنت الامام الحسن، ومقبرة وادي السلام...

من مساجدها

مسجد الحنانةومسجد عمران بن شاهين ومسجد الخضراء ومسجد الرأس ومسجد بلال بن رباح ومسجد الشيخ جعفر الشوشتري ومسجد الصاغة ومسجد المراد ومسجد آل زيد بن حارثة ومسجد الشيخ صاحب الجواهر ومسجد الحاج ميرزا حسين الخليلي ومسجد الشيخ مشكور ومسجد الشيخ مرتضى ومسجد الهندي ومسجد الشيخ الطريحي ومسجد آل المشهدي ومسجد عبد الله بن رواخه ومسجد الحاج حسين البهبهاني ومسجد العلامة حسن الشيرازي ومسجد فاطمة الزهراء ومسجد المصطفى ومسجد البصيصي ومسجد الحيدري، ومسجد آل كاشف الغطاء، ومسجد صافي الصفا، ومسجد علي رفيش، مسجد الشيخ آغا رضا الهمداني، وغيرها...

من مدارسها

مدرسة المقداد السيوري أو (مدرسة السليمية)، ومدرسة الشيخ ملا عبد الله (صاحب الحاشية في المنطق)، ومدرسة الميرزا حسن الشيرازي، ومدرسة الصدر الاعظم، ومدرسة البروجردي، والمدرسة الشبرية، ومدرسة القوام، ومدرسة الجوهرجي، ومدرسة الايرواني، ومدرسة محمد أمين القزويني، ومدرسة دار العلم (للمحقق الخوئي ) (هدمت سنة 1991 م)، ومدرسة الهندي، ومدرسة الشربياني، ومدرسة عبد العزيز البغدادي، ومدرسة أمير المؤمنين ومدرسة الحاج حسين الخليلي الصغرى، ومدرسة الآخوند الكبرى، ومدرسة الآخوند الوسطى، ومدرسة الآخوند الصغرى، ومدرسة البخارائي، ومدرسة دار الحكمة، ومدرسة جامعة النجف الدينية..

من مكتباتها

في النجف الأشرف ـ اليوم ـ مكتبات كثيرة، خاصّة وعامّة، وتضم مئات الألوف من المطبوعات في مختلف أنواع الثقافة، وعشرات الألوف من المخطوطات في شتى العلوم الإسلامية وملابساتها، ومن بينها المخطوطات النادرة لقدم كتابتها، أو لأنّها بخطوط مؤلفيها أو لأنّها قرأت على مؤلفيها، أو كتبت على نسخ مؤلفيها، أو لانفرادها وندرة وجودها. وتنتشر هذه المكتبات في الدور والمسـاجد و الحسينيات والجمعيات والمدارس وفي البنايات الخاصّة بها. ومن أهم المكتبات في مدينة النجف الأشرف:

مكتبة الروضة الحيدرية المطهرة , مكتبة العلمين في جامع الطوسي، ومكتبة الحسينية الشوشترية، ومكتبة مدرسة القوام، ومكتبة المدرسة الشبرية، مكتبة مدرستي الخليلي الكبرى والصغرى، ومكتبة الشيخ جعفر الكبير، ومكتبة الشيخ فخر الدين الطريحي، ومكتبة الرابطة العلمية، ومكتبة عبد العزيز البغدادي، ومكتبة منتدى النشر نقلت إلى كلية الفقه في شارع الكوفة، والمكتبة العامة، ومكتبة البروجردي، ومكتبة جامعة النجف، ومكتبة الشيخ محمد باقر الاصفهاني، ومكتبة الآخوند، ومكتبة الرحيم، ومكتبة الامام الحكيم العامة ،ومكتبة امير المؤمنين، ومكتبة اليعقوبي، ومكتبة النوري، ومكتبة البلاغي، ومكتبة الخطباء، ومكتبة الملالي (المنسوبة لآل الملة)، ومكتبة الشيخ النعمان، مكتبة الشيخ آغا بزرك الطهراني ،مكتبة الامام الحسن(عليه السلام)،.... وهناك العديد من المكتبات الأخرى باسم بيوتات النجف.

براني السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر

ويقع مقابل ضريح الامام علي (عليه السلام) باتجاه القبلة على الجهة اليسرى (محلة البراق)..

وكان مقرا لمرجعية السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر

واليوم تم جعله متحفا لتراث السيد الشهيد محمد الصدر بتوجيه من السيد مقتدى الصدر، وتم إفتتاحه في 17 ربيع أول لسنة 1426هـ

يتكون المتحف من الباب الشريف الذي يؤدي الى باحته والتي تستخدم لاْقامة الصلاة وعلى الجانب الأيمن للداخل توجد غرفة السيد محمد الصدر ، بابها مصنوع من مادة الألمنيوم وكان سابقاً باب من الخشب وقد ذكر خادم البراني بأنها قد أستخدمت في مراسيم دفن السيد الشهيد محمد الصدر ، والغرفة مستطيلة الشكل تضم العباءة التي كان يرتديها السيد الشهيد محمد الصدر ، وعصا من الخشب والصندوق الحديدي المستطيل الشكل وهذا النوع شاع في فترة الثمانينيات من القرن المنصرم كان يستخدم لحفظ الأشياء وكذلك القرآن الكريم الذي كان يقرأه الشهيد محمد الصدر ومنصة الجمعة المباركة أو منبر جمعة الكوفة الذي إرتقاه السيد الشهيد والقيت عليه خمسة وأربعون جمعة مباركة ، وهو مصنوع من الخشب مستطيل الشكل له درجتان يرتقى من خلالها الى المنصة وكرسي مصنوع من الحديد شاع في فترة الثمانينيات كذلك يشمل المنبر على المايكروفون والسيف الذي أستخدمه السيد الشهيد في أخر جمعة قبل استشهاده وجهاز المذياع " الراديو " ، كذلك إشتملت غرفة السيد الشهيد على صورة علقت على الجدار، استكمل العمل بها في يوم الإستشهاد تقع خلف منصة درس البحث الخارج الذي كان يلقيه السيد الشهيد في جامع الرأس الملاصق لصحن أمير المؤمنين (عليه السلام) . قاعة المعروضات تحتوي على مجموعة أعمال فنية لفنانين شاركوا بمسابقة دعا لها السيد الشهيد محمد الصدر تخص بيعة الغدير وصلاة الجمعة المباركة ، وتحتوي أيضاً على مجموعة من العصي قدمت هدايا له ويوجد كذلك مجموعة من الصور النادرة للسيد الشهيد إضافة الى جهاز الطابعة مع مرفقاته البسيطة . الباحة الوسطية للبراني الشريف تتكون من مجموعة من الغرف والعناصر البنائية المطلة على الباحة الوسطية وبطابقين لها باب من الخشب ومجموعة من النوافذ ذات الطراز التراثي وأيضاً تحتوي الباحة الوسطية على لوحة الإعلانات المعلق عليها الإستفتاءات الأصلية التي خطت بخط السيد الشهيد محمد الصدر، وهي مجموعة من الأستفتاءات ، كذلك هناك لافته خضراء قدمت للسيد لشهيد محمد الصدر في إحدى صلوات الجمعة كتب عليها باللون الأبيض " راية صاحب الزمان السيد محمد الصدر هو الحق ناصر الحق لأجل الحق " إضافة إلى صورتين تجسد مشاهدة السيد الشهيد للراية المباركة والإمعان فيها وفي الجهة اليسرى للداخل من باب البراني يوجد السلم وهو على شكل لولبي يرتقي من خلاله إلى الطابق الثاني الذي يحتوي على مجموعة من الغرف وكذلك زين الطابق الثاني بسياج مصنوع من الحديد . من الأقسام الأخرى للبراني الشريف مكتبة تراث آل الصدر وغرفة المطالعة والمكتبة وغرفة المعاهدون بالدم والإذاعة وغرفة الإنترنت والمركز الإعلامي كما شجع السيد الشهيد محمد الصدر، على إستخدام الوسائل الحديثة في خدمة شؤون الحوزة العلمية مثل الكمبيوتر والأنترنت . وأخيرا قام السيد مقتدى الصدر ، بالتبرع بهذا المتحف(البراني ) مع الارض المجاورة له الى مرقد جده امير المؤمنين(عليه السلام) بشرط بقاء البراني على هيئته وشكله

السوق الكبير

يعد السوق الكبير الخط الفاصل بين محلة المشراق ومحلة البراق القديمتين وقبل ان يشق السوق الكبير كانت دكاكين المحلتين متداخلة وبعد ان قامت الدولة العثمانية بدمج المحلات الصغيرة وجعلها اربعة محلات هي المشراق والبراق والعمارة والحويش وبعد توسع المدينة وتهدم اسوارها الثاني والثالث والرابع وحتى الخامس امتدت المدينة نحو الشرق كثيرا فبني السوق الكبير ممتدا من باب الولاية القديم والشرقي حتى الصحن الشريف وكان جزء كبير من سوق الكبير يدعى بمحلة الرباط حيث كانت تربط الخيل عنده.

عاصمة الثقافة الإسلامية

النجف عاصمة الثقافة الإسلامية 2012 هو اختيار منظمة التعاون الإسلامي لهذه المدينة في تشرين الأول من العام 2009 في باكو عاصمة جمهورية أذربيجان لاحتضان الفعاليات

المصدر